الأرز الذهبي Golden Rice هو نوع جديد من الأرز (Oryza Sativa)، تم إنتاجه عن طريق الهندسة الوراثية (الجينية) Genetic Engineering، لاصطناع بيتا الكاروتين حيوياً Beta-Carotene Biosynthesis، وهي المادة التي تتحول في الجسم إلى فيتامين أ Vitamin A Precursor، في القسم القابل للأكل Edible Part من الأرز.
ويستهدف هذا الإنتاج الحصول على غذاء مدعوم Fortified Food في المناطق التي يوجد فيها نقص في الفيتامين أ الغذائي Shortage of Dietary Vitamin A. حيث يقدر أن هذا النقص يؤدي لوفاة 670 ألف طفل تحت سن الخامسة سنوياً، ويسبب العمى Blindness غير القابل للشفاء عند نصف مليون طفل آخر.
إن الأرز هو المحصول الغذائي الأساس Staple Food Crop لأكثر من نصف سكان الأرض، الذي يعطي 30 – 72% من الطاقة اللازمة للجسم عند سكان دول آسيا، مما يجعل منه محصولاً ممتازاً لمعالجة نقص الفيتامينات Targeting Vitamin Deficiencies.
ويختلف الأرز الذهبي عن السلالة Strain الأصلية بأنه أضيف له 3 مورثات (جينات) مصنِّعة حيوياً لبيتا الكاروتين. مع العلم أن السلالة الأصلية يمكنها إنتاج بيتا الكاروتين في أوراق النبات بالاصطناع الضوئي Photosynthesis، لكنها لا تنتجه في حبات الأرز Endosperm.
يعارض ناشطو البيئة Environment Activists ومكافحة العولمة Anti-Glogalization، مثل جماعة السلام الأخضر Greenpeace، مشروع إنتاج الأرز الذهبي بسبب اعتماده على الهندسة الوراثية، ولأنه باعتقادهم هناك طرق مستدامة Sustainable أكثر دواماً وفعالية لحل مشكلة نقص الفيتامين أ، من دون المغامرة بالطعام والتغذية والأمان المادي الذي يقدمه مشروع الأرز الذهبي بزعمهم. ومقابل ذلك دعا 107 من حاملي جائزة نوبل في حزيران/ يونيو 2016 جماعة السلام الأخضر في رسالة موقعة منهم إلى الكف عن معارضتها للمنتجات المطورة وراثياً وخصوصاً مشروع الأرز الذهبي.
هناك دراسة في الفيليبين لتقييم أداء الأرز الذهبي، وإمكانية زراعته ونموه وحصاده مثل الأنواع الأخرى للأرز، وتقييم فيما إذا كان الأرز الذهبي يشكل خطورة على صحة الإنسان Human Health، يقوم بها برنامج الأرز الصحي Healthier Rice Program في المعهد الدولي لأبحاث الأرز International Rice Research Institute (IRRI) الذي تموله منظمة الصحة العالمية World Health Organization (WHO) . فهناك القليل من الأبحاث حول إمكانية تماسك بيتا الكاروتين عند التخزين لمدة طويلة بين فصول الحصاد أو عند الطبخ بالطرق التقليدية.
هذا وقد تم إطلاق الصنف “الأرز الذهبي 2 “Golden Rice 2 عام 2005م، الذي ينتج ما يصل إلى 23 ضعف ما ينتجه الأرز الذهبي الأصلي أو 1. ويقدر أنه يكفي تناول 144 غ من هذا الأرز للحصول على الكمية الموصى بها يومياً في الغذاء Recommended Dietary Allowance (RDA) من فيتامين أ.
تم التأكد من التوفر الحيوي Bioavailability لبيتا الكاروتين في الأرز الذهبي، أي توافره وفعاليته داخل الجسم، ووجد أنه مصدر فعال للفيتامين أ عند البشر.
كان مشروع الأرز الذهبي من بين السبعة الفائزين بجوائز حقوق الملكية من أجل الإنسانية لعام 2015 Patent for Humanity Awards التي تقدمها مصلحة حقوق الملكية والعلامات التجارية الأمريكية United States Patent and Trademark Office. وحصل الأرز الذهبي على أول تراخيص الإنتاج والتسويق عام 2018 في أستراليا ونيوزيلندا وكندا والولايات المتحدة. وتهدف هذه الدول لتصدير هذا المنتج إلى الدول الفقيرة التي تعاني من نقص الفيتامين أ.
تتخذ الفيليبين وبنغلادش حالياً الخطوات اللازمة التي تسمح بتسويق الأرز الذهبي للتخلص من نقص الفيتامين عند الكثير من سكانها.
الجدير بالذكر أن الأرز الذهبي هو غير الأرز الأفريقي African Rice الذي يملك قشرة ذهبية اللون لحباته، لكن جسم الحبة Endosperm فيه غير ملون.
