غنيم: الفشل السياسي سيؤدي للهجرة

موجز حماك
الناشط السياسي وائل غنيم، في تدوينة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “عدد كبير من الأصدقاء والمعارف وزملاء الدراسة اللي شغالين في قطاع التكنولوجيا بيسافروا يشتغلوا بره مصر، واللي مسافرش منهم، بيدور على فرصة للسفر سواء في أوروبا أو أمريكا أو دول خليجية زي الإمارات”.
“واحدة من أساليب تقييم نجاح أو فشل أي نظام سياسي في العصر الحديث هو قياس قدرته على استقطاب العقول والخبرات والحفاظ عليها. لأن العقول دي هي اللي بتساهم بشكل مباشر في تطوير الاقتصاد ودفع عجلة التنمية”.
“الدول الغربية وبالأخص أمريكا وكندا جزء كبير من ازدهار اقتصادها كان سياسات الهجرة. فعلى سبيل المثال، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل اللي قيمتها السوقية 500 مليار دولار شخص هندي اسمه سندار بيشاي، والرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت اللي قيمتها السوقية ٤٠٠ مليار دولار برضه هندي اسمه ساتيا نادل. الاتنين سافروا لأمريكا للدراسة وبعد دراستهم قرروا ميرجعوش بلادهم وبقوا دلوقتي على قمة شركتين من أكبر شركات العالم”.
“والاتنين دول مش حالات “فردية”، في أمريكا: أكتر من 50% من طلبة الدكتوراه في مجال الهندسة مولودين في دول أخرى، وأغلبهم بيعيش في أمريكا بعد انتهاء دراسته. 1 من كل 4 بيشتغلوا في مجال الهندسة أو العلوم مولود في دولة أخرى. في ولاية كاليفورنيا (معقل التكنولوجيا في العالم) 24% من إجمالي سكان الولاية مولودين خارج أمريكا”.
“عشان نحافظ على العقول في القرن الواحد والعشرين، محتاجين نبني منظومة سياسية واقتصادية واجتماعية داخل حدود الوطن تشعر العقول دي إن عندهم مساحة من حرية الابداع والتفكير والعمل، وفيه منظومة قانونية بتضمن العدالة والمساواة ومكافحة العنصرية والتمييز، وبيئة تنافسية قائمة على تكافؤ الفرص ونزاهة التقييم، وأهم حاجة منظومة تعليمية بتساعد على تجهيز العقول دي لسوق العمل اللي بيوفر للناس عائد اقتصادي بيضمن لهم حياة كريمة”.
“باختصار: فشل المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالي هيتسبب في هجرة المزيد من العقول بره البلد. ولو عايز تعرف تأثير ده علينا في المستقبل بشكل عملي، ممكن تشوفه بوضوح في المقارنة بين اختيار طه حسين عميد الأدب العربي وزيرا للتعليم في 1950، واختيار شخص زي الهلالي الشربيني لنفس المنصب بعد أكتر من 65 سنة”.