
حمد السريع يكتب:

غالبية المواطنين الكويتيين يتذمّرن وأنا واحد منهم لأننا نريد امتلاك كل شيء ونشاهد اخطاء وتجاوزات كثيرة ولسنا قادرين على وقفها مع تقاعس واضح من الحكومة وعجزها عن التصدي لتلك التجاوزات وفي تنمية الدولة.
قبل فترة قليلة كنت في ألمانيا هذا البلد الجميل المنظم الذي يمتلك اقوى اقتصاد في العالم ولديه شعب نشط يحترم الوقت ويحترم العمل ويلتزم بالنظام وقادر على التطوير في كل المجالات، وقد التقيت بأحد الشخصيات الألمانية وتبادلنا اطراف الحديث معه وسألته عن مصير اللاجئين السوريين حيث ان ألمانيا استقبلت مليون لاجئ فذكر لي ان ألمانيا بلد كبير وشاسع ولديه الامكانية لاستقبال اكثر من هذا العدد دون ان يتسبب بأي خلل في التركيبة السكانية لديهم.
الكويت بلد يعتمد على النفط وخلال السنوات الطويلة استفادت الحكومة من الفوائض المالية لمبيعات النفط وحولتها الى هيئة الاستثمار الكويتية لتكون احتياطي اموال للأجيال القادمة، تلك الفوائض تم استثمارها منذ سنوات طويلة وبلغت أموال احتياط الأجيال القادمة ما بين (500 و700) مليار دولار حسب التقارير الخارجية.
أسعار النفط انخفضت والحكومة والمجلس غير قادرين على التوافق في ايجاد البدائل لسد العجز في الميزانية الا من خلال فرض الضرائب وزيادة الرسوم على المواطن كما ان مشاريعنا التنموية التي تتحدث عنها الحكومة عبارة عن طرقات ومبان وليست مرتبطة بأي مشاريع حيوية لايجاد بدائل لانتاج النفط.
من هنا خطرت لي فكرة قد تبدو غير منطقية لدى البعض وتساءلت فيها بيني وبين نفسي ماذا لو اتفقت حكومتنا الرشيدة مع الحكومة الألمانية على ان تقوم الأخيرة باستثمار كل اموالنا وادارة اصولها مقابل انتقال جميع الشعب الكويتي والعيش في كل ارجاء ألمانيا الجميلة على ان تتكفل الحكومة الألمانية بصرف رواتب شهرية مجزية ليعيش المواطن الكويتي في بحبوحة سواء رغب في العمل او لم يرغب وبإمكان اصحاب رؤوس الاموال استثمار اموالهم في ألمانيا ومقابل ذلك تقوم حكومتنا الرشيدة باغلاق الكويت وتهجير كل الاجانب المقيمين فيها حتى تعود الاسعار إلى الارتفاع وبعدها نفكر هل نعود او نبقى في ألمانيا.
الميزانية التي سوف تصرف من الاستثمارات ستكون قليلة مقارنة بالتبذير الموجود الآن لأن الكثير من اوجه الصرف ستتوقف وهي:
– المبالغ التي تصرف ستكون على الباب الاول فقط وهي الرواتب للمواطن وتحذف بقية ابواب الميزانية.
– لن يكون هناك مقيمون اجانب تصرف عليهم الحكومة لاننا سوف نستغني عن الجميع بمن فيهم الخدم.
– لا حاجة لشراء اسلحة او لوجود جيش نصرف عليه لاننا سوف نعيش تحت الحماية الألمانية.
وهناك الكثير من الفائدة من وراء تلك الفكرة لعلها تكون فكرة مناسبة ونرتاح من الكثير من الهموم والمشاكل التي نعاني منها سواء نحن خلقناها لأنفسنا او حكومتنا وضعتها أمامنا.