
عدنان فرزات:

الطريقة الكوميدية التي تم من خلالها اختطاف الطائرة المصرية قبل أيام، تؤكد حقيقة واحدة، وهي أن العالم أصبح «ملطشة» ليس فقط للإرهابيين الحقيقيين، بل وحتى للمزيفين منهم، أي النسخ غير الأصلية من هؤلاء الذين يندرجون تحت تصنيف «مختلين عقلياً»، أو عشاق فاشلين هجرتهم حبيباتهم فهددونا..! فأصبحنا ضحايا ليس فقط للإرهابيين، بل أيضاً لكل من أصبح متيماً على حساب أرواحنا. لذلك قال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس فى مؤتمر صحافي، عن حادثة خطف الطائرة المصرية: «دائماً هناك امرأة في القصة».
في السابق كان الذي تخذله حبيبته، ينتقم إما منها أو من نفسه، أما الآن، فهو يريد اصطحاب المئات معه إلى الآخرة، وهو ما حاول فعله خاطف الطائرة المصرية الذي تسبب بذعر حقيقي، ولولا لطف الله وحنكة طاقم الطيران لربما تسبب الأمر في كارثة حقيقية، ولا ندري هل هؤلاء الحبيبات يستحققن كل هذه المغامرة أم لا..؟
ليست هي المرة الأولى التي تنتقل قصص الحب والغرام من الأرض إلى الجو، فقبل فترة أيضاً، التقط أحدهم صورة لطيار حوامة عسكرية في بلد عربي، وهو يقوم بحركات استعراضية فوق إحدى الجامعات التي تدرس فيها حبيبته، وقبل سنوات طويلة، فعل الأمر نفسه أحد الطيارين العسكريين في بلد آخر، بحيث راح يستعرض مهارات عشقه الجوية فوق الثانوية التي كانت حبيبته تدرس فيها، وكان يوقّت تحليقه في لحظة خروج الطالبات إلى الساحة بين الفصول حتى «تنشكح» حبيبته، بل أكثر من ذلك كان يخبرها مسبقاً بموعد طلعاته، فكانت بدورها تخبر زميلاتها بأنه بعد قليل سوف يظهر «سوبرمانها» في الجو. وفي أواخر السبعينات أنهى طيار حياته لأجل فتاة، وكم تمنيت لو أستطيع إيصال رسالة لروحه لأقول له..حبيبتك تزوجت من بعدك وهي في منتهى السعادة. صحيح أن المسألة فيها استهتار إلا أنه عاطفي، فان تُستخدم الطائرات للحب أفضل من أن تستخدم للحرب.
ولأن ظاهرة خطف الطائرات لأجل الحبيبات أصبحت لافتة للنظر، فقد نشرت عدة وسائل إعلام إلكترونية حوادث خطف الطائرات التي جرت لأجل الحبيبة، وأخرى غريبة، منها: حادثة سابقة وقعت عام 1971 حيث اختطف ريتشارد إبرجفيل، طائرة كانت في طريقها من نيويورك إلى شيكاغو، وحاول إجبارها على الوصول إلى إيطاليا.
وفي عام 1994، قرر أوبورن كالوي، إسقاط طائرة وهو على متنها لتحصل أسرته على مبلغ التعويض. إلا أنه فشل.. وراحت عليه..
رجاء من العشاق.. أحبوا بعضكم بعضاً على الأرض فقط