آراءمحلي

التيسي: تراب يمشي فوق تراب!

فواز التيسي يكتب:التيسي

يقول الله تعالى( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.)
وقال الرسول الكريم (( لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنا، وَنَعْلُهُ حَسَنَة، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ)).
وقال الشاعر
الناسُ للناسِ مِن بدوٍ وحاضِرَةٍ — بَعضٌ لبعضٍ وإنْ لَم يشعروا خَدَمُ
إن الحديث عن آفة الكبر لهو حديث ذو شجون فما الذي يدعوك لأن تتكبر؟
وعلى من تتكبر؟ أتتكبر على أخ لك في الإنسانية أو في الدين أو في الوطن ولماذا تتكبر؟ هل سيحاسبه الله فيدخله النار وأنت ستدخل الجنة بلا حساب؟ هل أنت وكيل آدم على ذريته أم وكيل الله على خلقة ! والسؤال الأحق من أنت؟ تراب يمشي فوق تراب واليه تذهب بلاشك.
فما الذي يدعوك للكبر؟ أهو المال فقد يذهب المال. أم الجاه فقد يزول الجاه أم الجنسية؟ وهل هناك جنسية يوم الحساب؟ إنك ستقف أمام ربك عاريا من الثياب والجاه والمال والجنسية وكل عوارض الدنيا الدنية.
هل تتكبر لأنك نزلت من مخرج حين جئت للدنيا والناس خرجوا من مخرج آخر؟ هل تتكبر لانك ستدفن في السماء
والناس سيدفنون في الأرض، هل تتكبر لأن الله منَّ عليك بنعم وحرم منها الآخرين إني أسألك وأتحداك أن تأتيني بسبب واحد يدعوك للكبر هل حقا – أنت – أعني هنا المتكبر أفضل ممن تتكبر عليه؟ لا يا سيدي الفاضل فالناس لآدم وآدم من تراب وما أصدق الشاعر حين قال:
نسي الطين ساعة أنه طين حقير فصال تيها وعربد
و كسى الخزّ جسمه فتباهى، و حوى المال كيسه فتمرّد
يا أخي لا تمل بوجهك عنّي، ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
إني لا أشك أن الخير الذي فيه الكويت نعمة من الله بسبب أعمال الخير من الأخوان والآباء والأجداد وسببه هم هؤلاء الهنود والمصريون والبنغال وكل الوافدين من أفريقيا وآسيا وجميع قارات العالم عندنا بفضل الله علينا فعلا واحة أمن وأمان ولأننا تسببنا في سعادتهم وفتح بيوتهم ولو خرجوا من بلادنا لأصبحت بلدنا خاوية على عروشها وأخيرا من هذا المنبر أدعوكم جميعا لتمثل قيم الحب والخير والجمال والتواضع والبر والإيثار والإحسان والغيرية والحكمة وكما قال الشاعر:
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا.
تواضعوا تحلو الحياة لكم؟
وليكن مثلكم الأعلى بعد قدوتنا الرسول الكريم والخلفاء الراشدين
شيخنا شيخ الحكماء وحكيم العرب وحكيم الشيوخ وحكيم الإنسانية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الذي أضحى قائدا للإنسانية بفضل أخلاقه المتواضعة وحلمه وصبره المتناهي وحكمته التي جعلت من الكويت درة الخليج مركزا إنسانيا عالميا.
بكم يا اخواني وبتواضعكم تسمو كويتنا وتتيه على العالم فكونوا نماذج طيبة للتواضع وابتعدوا عن كلمات الغرور انا تاجر ولد تاجر وانا شيخ ولد شيخ قل أنا ولد الإسلام والمسلمين والأدب والعلم والأخلاق لأن التواضع هو من يرفعك وتذكر ان الإنسان ضعيف أذا مرض وبنفس الوقت عفريت إذا تعافى، قال الشاعر
وقّــر العالم وتلقى لك وقــار وإن حَقرت إحقرت لو إنك أمير
إنها دعوة الحب والإيثار مني لأبناء وطني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى