الصراف :تركنا الحصان ومسكنا البردعة

مصطفى الصراف:

استبعدوا المؤامرة الصهيونية على المنطقة، الرامية إلى سلب الدول النفطية مكاسبها.
بتاريخ 2014/9/22، كتبت في جريدة القبس مقالة بعنوان الضغط الأميركي لتخفيض أسعار البترول، وكان سعر برميل النفط، آنذاك، أكثر من مئة دولار، وكان توقعي لذلك الضغط الأميركي مبني على ما حدث من سيطرة على الإمدادات النفطية من قبل المسلحين الذين زج بهم إلى سوريا ثم العراق، وساعدت في ذلك استخبارات بعض الدول الحليفة لأميركا وبيعه بأبخس الأسعار في السوق التركية، ليصدر لدول أوروبا وأميركا وإسرائيل. بالإضافة إلى تصريحات هنري كيسنجر عن الحرب العالمية الثالثة، وكجزء منها الهيمنة على حقول النفط في المنطقة لخنق إيران والصين وروسيا، وهو ما حدث فعلاً خلال أيام تلت تلك المقالة، وقد انبرى آنذاك خبراء النفط لدول مجلس التعاون للتشكيك في أن أسباب الانخفاض هي أسباب سياسية، وردوا ذلك إلى أسباب اقتصادية، في مقدمتها محاربة النفط الصخري وتباطؤ النمو العالمي. واستبعدوا المؤامرة الصهيونية على المنطقة، الرامية إلى سلب الدول النفطية مكاسبها النفطية، تارة بالثورات المفتعلة، وتارة بالهدم لإعادة البناء ونشر الفوضى والصراع بين دول المنطقة، بحجة نشر الديموقراطية تارة، والقضاء على الإرهاب تارة أخرى. ورغم هبوط سعر برميل النفط وخسارة دول مجلس التعاون حتى يومنا هذا ما يجاوز 3.5 تريليونات دولار، فما زال خبراء مجلس التعاون يستبعدون عنصر المؤامرة.
وبينما نحن في هذه الحال، تركنا المواجهة ورحنا نوجد المبررات للضغط الأميركي بعدم خفض الإنتاج لوقف تدهور الأسعار، وتوجهنا للبحث كيف نربط الحزام ونقتطع لقمة العيش من أفواه شعوبنا لنعطيها لقمة سائغة لأميركا وللوبي الصهيوني ولوبي رجال الأعمال الأميركي، يعني تركنا الحصان واحتفظنا بالبردعة، ولسان حالنا يقول كما قالت الضفدع، «قالت الضفدع قولاً حار فيه الحكماء: في فمي ماء، فهل ينطق من في فيه ماء؟!».