آراء

د.عبدالمحسن الجارالله الخرافي يكتب: التاجر بدر السالم العبدالوهاب المطوع.. والثواب العاجل

تعد الصدقة تنمية وزيادة للأموال، ومضاعفة للأجر والثواب الذي يناله عليه المتصدِّق عند الله، وهو ما حدث مع التاجر بدر السالم العبدالوهاب المطوع، بعدما تصدّق من ماله لتكملة بناء المسجد؛ فقد جاءته المنحة الربانية مباشرة، حيث نمت وتضاعفت قيمة أسهم، كانت راكدة لديه منذ فترة ليست بالقليلة، ورزقه الله الخير الكثير، بسبب تصدقه لبناء مسجد في أسبانيا.

ويأتي هذا الموقف حينما كان هناك جمع طيّب من الكويتيين والسعوديين المقيمين بأسبانيا يسعى لبناء بيت من بيوت الله في مدينة فنخرولا في الساحل الأسباني، حيث يرتادها المصطافون الخليجيون، وقيّض الله لهذا الجمع قنصل المملكة العربية السعودية في ملقا، المقيم في ماربيا بفنخرولا السيد مصطفى الكردي، حيث ترأّس بنفسه لجنة لجمع التبرّعات من الأشقاء السعوديين لإنشاء المسجد، وكان السيد عبدالعزيز عبدالرزاق المطوع (بو صافي) ومن معه من الكويتيين يجمعون ما يستطيعون جمعه من أموال من إخوانهم الكويتيين الذين يلتقونهم، وكان المبلغ المطلوب لإتمام العمل كبيراً، وشاء الله أن يأتي رجل كريم هو ابن عم السيد عبدالعزيز المطوع، التاجر بدر سالم العبدالوهاب المطوع، فقال له السيد عبدالعزيز المطوع «هناك مشروع كبير لإنشاء مسجد نقوم على جمع تبرّعاته في هذا الشأن، ونريد مساعدتك، فكل فرد يساهم على قدر استطاعته». فردّ عليه بالقول «خيراً إن شاء الله، مشكور بوصافي (أي عبدالعزيز المطوع) على عرضك، وغداً أراك بإذن الله».

في اليوم التالي التقى السيد عبدالعزيز المطوع ابن عمه التاجر بدر السالم المطوع فوجد الأخير قد كتب شيكاً بالمبلغ كاملاً، الذي عرضه عليه لإتمام بناء المسجد بالكامل، فقال له متعجّباً: ما هذا إنه شيك مصرفي بكل المبلغ المطلوب للبناء، ونحن نجمع حصصاً من كل المتبرّعين للمساهمة في إنشاء المسجد، فرد بدر العبدالوهاب المطوع قائلاً «هذا المبلغ الذي تحتاجون إليه، وليس هناك داعٍ لجمع أي حصص أخرى، أنا سأتولّى المهمة كلها، وبارك الله فيكم جميعاً، وتقبّل الله عملنا، وجعله خالصاً لوجهه الكريم»، ثم ذهب السيد عبدالعزيز المطوع بالشيك إلى القنصل السعودي وأخبره بما حدث، فأبدى القنصل إعجابه الشديد بتصّرف التاجر بدر السالم العبدالوهاب المطوع، وطلب لقاءه لشكره على مبادرته الطيبة، وهو ما رفضه السيد بدر، رفضاً قاطعاً، قائلاً «إنني فعلت ذلك لوجه الله تعالى، ولا أريد أي إشادات، فما كان من القنصل السعودي إلا أن شكر حُسن صنيعه، وأرسل كتاباً يشكره فيه، وكل عائلة الجناعات».

وذكر السيد عبدالعزيز المطوع أنه بعد أسبوع من تسلّمه التبرّع من السيد بدر المطوع وهم في أسبانيا قال له «بوصافي جزاك الله خيراً أن أشرت عليّ بهذا المشروع، فقد كانت لدي أسهم جامدة منذ زمن في لندن، وتحرّكت الآن، وارتفع سعرها بصورة كبيرة»، فردّ عليه بوصافي (عبدالعزيز المطوع) «هذا جزء فقط من ثوابك من الله عز وجل في الحياة الدنيا، ولعل ما ينتظرك من جزاء أُخروي هو أعظم إن شاء الله».

د.عبدالمحسن الجارالله الخرافي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى