آراءمحلي

في الخطابات جيفارا.. وفي الحياة كاسترو

محمد صالح السبتي
محمد صالح السبتي

محمد صالح السبتي – نقلا عن الوطن.

– على الرغم من اتفاق الجميع على وجود الفساد في البلاد وسوء الأداء الحكومي الا ان ما نختلف حوله هو سلوك المعارضة في محاربة هذا الفساد ليس الا.. ونختلف أيضاً على صحة كثير من ملفات الفساد التي استطاعت المعارضة ان تجعلها في المجتمع حقيقة لا تقبل حتى النقاش بينما هي في حقيقة الأمر مجرد أقوال وادعاءات لا يعرف الشعب عن واقعها سوى ما يردده اقطاب المعارضة، ويراد منه قسراً تصديق كل شيء لمجرد أنهم.. قالوا!!.
– استطاعت المعارضة بسبب سلوكها الثوري هذا ان تهدم كل أركان المجتمع.. أي مجتمع.. فقد اسقطت هيبة واحترام بعض الرموز الوطنية من قلوب كثير من اتباعها وباقي أفراد المجتمع.. وأسقطت حتى حب واحترام أسرة الحكم ونزعت الثقة كلها من السلطات في البلاد تنفيذية وتشريعية وقضائية بل ونزعت حتى احترامها من القلوب حتى بات الاستهزاء سمة لكتابات النقد!! واستكملوا عملية هدم اركان المجتمع باسقاط احترام كل شخص يخالفهم الرأي فغدا كل مخالف اما «خبل» أو انبطاحي أو قابض!!.
– وفي سلسلة هدم أركان المجتمع التي تقوم بها ما يسمى تجاوزاً «معارضة» تبرز المشكلة الاكبر اليوم.. من الذي سيفصل في صحة ادعاءات المعارضة في ملفات الفساد! ان كان القضاء هو صاحب الكلمة الفصل وما يتبعه من أجهزة كالنيابة.. فهؤلاء من وجهة نظر هذه المعارضة ليست الا أجهزة فساد تعمل لصالح الفاسدين والمتنفذين!! اذاً من الذي سيفصل في صحة ما يدعون من عدمه!! هذا جزء من المعضلة التي أوصلونا اليها في عملية الهدم اللاواعية التي يمارسونها أو الواعية لعلها!!.
من سنين تؤسس المعارضة لكل مبادئ الثورة في البلاد حتى بات المجتمع الكويتي وشبابه يعيشون الروح الثورية للتغير!! لكنهم يمارسون هذا الطرح الثوري بخطابات جيفارا بينما يعيشون حياة كاسترو.. كاسترو الذي عاش منعماً على الرغم من كل الثوريات التي مارسها خطابياً.. المعارضة على الرغم من كل الخطابات الثورية يعيشون منعمين فلم يذق أحد منهم مرارة السجن الطويل كما ذاقها مانديلا الذي يرددون كلامه ليل نهار.. ولم يعيشوا الفقر كما عاشه غاندي الذي يقلدونه!!.
المجتمع الكويتي منذ فترة ليست بالقصيرة يعيش «بين المايتين» لا هو ثائر ولا هو ساكت!! لان المعارضة لا هي طبقت المبادئ الثورية التي تنادي بها ولا هي جعلت غيرهم يعمل بعد ان فشلت هي.. اليوم هذه المعارضة على المحك.. اما ان تكشف للمجتمع كل ما لديهم من ملفات ومستندات وحقائق وبالأسماء وتضعها بين يدي المجتمع وتتحمل مسؤوليتها واما ان تكف عن خطابات جيفارا!!.
– وان كانت المعارضة تخاف من الانتقام من قبل «السلطة» فعليها ان تفعل ما فعل الثوريون قبلها.. فليتم نشر كل هذه الحقائق والأسماء وعرضها ليطلع عليها الناس لا من قبل شخص واحد بل من قبل مئات الاشخاص ببيان موقع عليه منهم.. حينها – وبالمنطق – لن يستطيع أحد مواجهة هؤلاء المئات أو الآلاف باجراءات قانونية.. أما هذا التهريج الذي يمارسونه منذ سنين بنشر أطراف الحديث والطلب من المجتمع تصديقه والاستمرار بهذا النهج فهو من قبيل الثورات السينمائية التي يتأثر بها المشاهد وينساها بمجرد خروجه من قاعة السينما!!.
– ان كنتم تخرجون الى ساحة الارادة من أجل ترديد الشيلات الحماسية فنحن في غنى عنها.. وان كنتم تريدون كشف الحقائق ففي شبكة النت ما يغنيكم عن التجمعات.. ضعوا ما لديكم من ملفات كاملة على هذه الشبكة واخرجوا لنا بياناً موقعاً باسمائكم وتحملوا المسؤولية التي كنتم وما زلتم ولن تزالوا تتهربون منها.. حينها.. وحينها فقط تكونون احترمتم عقول هذا المجتمع بغض النظر عن صحة ما تدعون من عدمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى