قصة وعِبرة

يُذكر أن فلاحا كان يمتلك حمارين، قرر في يوم من الأيام أن يُحمّل على أحدهما ملحا والآخر قدورا، انطلق هذان الحماران بحمولتهما، وفي منتصف الطريق شعر الحمار صاحب الملح بأنه مظلوم حيث أن كمية الملح كانت أكثر وأثقل من القدور الفارغة، واغتبط الحمار صاحب القدور بحمولته حيث كانت أقل وأخف، قرر حمار الملح من شدة الإعياء أن ينغمس في بركة من الماء كانت بجوار الطريق كي يستعيد قواه التي خارت من وطأة الملح، فلما خرج من البركة شعر كأنه بُعث حيّا من جديد، فقد ذاب الملح المُحمل على ظهره في البركة وخرج نشيطا ، فلما رأى حمار القدور ما نزل بصاحبه من النشاط قفز بـقدوره في البركة لينال ما نال صاحبه، فامتلأت القدور ماءً، فلما أراد أن يخرج من البركة كاد ظهره أن ينقسم من وطأة القدور المُحمّلة بالماء. لا نفعل كحمار القدور فنتصور أن النزول للماء علة للنشاط كما حدث لحمار الملح فنقيس كما قاس ونقع في المحظور! قبل أن تبدأ فى تقليد غيرك يجب أن تعرف و تدرس سبب فعله و تصرفه و إن كان هذا التقليد سيفيدك أم سيضرك.