آراءدوليصورة و خبر

قطر وفاتحة التحدي الإنساني.. نحو كسر حصار إدخال المساعدات إلى غزة

بقلم/ المحامي مبارك سعدون المطوع

في لحظة فارقة يعيشها العالم، يقف الكيان المحتل في أضعف مواقفه على الساحة الدولية، ويواجه إدانات وضغوطًا متزايدة نتيجة سياساته الوحشية ضد المدنيين في غزة واستمرار حرب الإبادة الجماعية والتجويع تجاه أهالي القطاع. ورغم كل المناشدات الدولية والإنسانية، ما تزال قوافل المساعدات المحجوبة منذ سنتين عالقة خلف الحدود بينما يئنّ الأطفال والنساء والشيوخ تحت وطأة الجوع والحرمان. من هنا تتبلور فكرة أطرحها لماذا لا تقود قطر، برصيدها الدبلوماسي الكبير وقدرتها التفاوضية، مبادرة عملية لإدخال هذه المساعدات إلى القطاع المحاصر إدخال فعلي لا يؤخذ فيه رأي العدو ولا ينتظر موافقته.

المبادرة لا تقوم على المغامرة العسكرية بل على هندسة سياسية ولوجستية دقيقة من خلال تنسيق عربي وإسلامي يضم مصر وتركيا والسعودية ودولًا أخرى لتشكيل مظلّة إنسانية تضمن مرور القوافل، وإنشاء صندوق ضمانات لتعويض أصحاب الشاحنات والسائقين ما يشجّع كثيرين ممن يملكون الشجاعة والفدائية على القيام بالمهمة. عندها تتحوّل كل شاحنة تمرّ إلى إعلان حيّ بأن الحقّ الإنساني أقوى من سطوة الحصار والاحتلال، وتصبح حينها الضغوط الدولية والإقليمية خطوات ملموسة بدلاً من بيانات استنكار.

ما أدعو إليه ليس مواجهة عسكرية انما مواجهة أخلاقية وسياسية وحقوقية لا تُهدر زمنًا، قرار شجاع يُعطي الأولوية للإنسانية ويحوّل المبادرة إلى واقع يُكتب في ذاكرة التاريخ. قطر أثبتت عبر مسيرتها أنها قادرة على الترجمة من موقف إلى فعل؛ فلتكن الآن فاتحة هذا الفصل الجديد فصل يبدأ بإدخال المساعدات المحجوبة منذ سنتين ويكرّس أن إنقاذ الأرواح لا يحتاج إذنًا من أحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى