![](https://hmak.org/main/wp-content/uploads/2015/10/CCFiHG2WIAE6Oxp.jpg)
بعض الكلمات الصادرة عن الزوجين تبني جداراً بينهما ، وقد تثير نزاعاً يزيد في نفورهما وتباعدهما .
من هذه الكلمات : مستحيل ، لا أستطيع ، أنت تحلم ( تحلمين ) ، قل ( قولي ) لنفسك ، هـذا من أوهامك …
كلمة ( مستحيل ) يصدم أحد الزوجين صاحبه بها حين يطلب منه طلباً فيصده هـذا الصد الحاسم .
كلمة ( لا أستطيع ) تغلق الباب في وجه الزوج الآخر حين يتمنى من صاحبه أن يحضر له حاجة أو يعمل من أجله عملاً .
( أنت تحلم ) تنتقص من واقعية الزوج الذي قال كلاما وجده صاحبه غير واقعي .
( قل لنفسك ) فيها رد نصيحة أو اتهام صدر عن أحد الزوجين إليه .
( هذا من أوهامك ) فيها تحقير لرأي أو استبعاد لتحقق أمر أو تمنيه من أحد الزوجين .
إنها كلمات صادمة ، وأمثالها كثيرة ، تزخر بها حياتنا العامة ، والزوجية خاصة .
صحيح أن ما طلبه أحد الزوجين من صاحبه قد يكون صعباً ، أو ليس في فعله خير ، أو لا يليق ، لكننا نستطيع أن نعتذر عن تلبيته بكلمة أخرى غير تلك الكلمات الصادمة .
من ذلك ( أحاول ) ، ( ليت هذا ممكن ) ، ( إن شاء الله ) ، ( أتمنى أن يتحقق هذا … ) .
وقع هذه الكلمات على الزوج الآخر أفضل كثيراً من وقع الكلمات الصادمة السابقة ، وتنزع الفتيل من كلمات الرفض المباشر الذي قد يفجر قنبلة نزاع خطير .
إن اختيار الكلمات الأرفق والألطف في عدم استجابتنا للقيام بعمل ، أو إحضار شيء ، أو اقتناعنا برأي … طاعة لربنا سبحانه الذي أمرنا أن نقول التي هي أحسن حتى لا ينزغ الشيطان بيننا وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ؛ إن الشيطان ينزغ بينهم ، إن الشيطان كان للإنسان عـدواً مبينا الإسراء 53 ، جاء في فتح القدير : قل يا محمد لعبادي المؤمنين آمراً لهم أن يقولوا عند محاورتهم للمشركين الكلمة التي هي أحسن من غيرها ، من الكلام الحسن ، لأن المخاشنة لهم ربما تنفر عن الإجابة .
وأرى أن خير ما يصرف الزوجين عن قول الكلمات الصادمة هو تدريب النفس على التريث في إطلاقها ، والتفكر فيها وفي الأثر السلبي الذي ستتركه في قلب سامعها .
لنحرص على منح أنفسنا ثواني قليلة نصرف خلالها الكلمات الصادمة ونستبدل بها كلمات أرفق وأطيب وألطف .