منوعات

كيف تتفوق على منافسيك؟

في شتى مجالات الحياة؛ العمل والدراسة وحتى بين أفراد الأسرة الواحدة، هناك منافسة، دائما هناك شعور بأن طرفاً أخر يسبقك أو قد يفعل، وأنه لا بد من ردة فعل من قبلك.

في عالمنا العربي للأسف، لدينا مشكلة واضحة في البناء النفسي التنافسي، أي أننا ننشأ بطريقة تجعلنا نتعامل مع المنافسة بشكل خاطئ، وسلبي يضر بنا وبمنافسينا في آن واحد، نشعر بالتوتر، نهتم بمراقبة المنافسين أكثر من اللازم، وتتحول مشاعر التنافس إلى كراهية دون أن ندري.

مررنا في المدرسة بتنافس الطلاب على المركز الأول، وجدنا كثيرين من أصاحب المركز الثاني يرددون أن صاحب المركز الأول إما يحرق حياته ولا يفعل شيئاً فيها إلا الدراسة، أو أنه “حافظ مش فاهم”.

في العمل نجد المبررات الكثيرة لحصول أحدهم على ترقية ، أو اعتراف الإدارات بإنجازاته، قد يتم وصفه بالمنافق، بالكاذب، بأنه مجرد شخص يبيع كلام، وأنه من حيث الأداء سيء، لكنه محظوظ!

في كثير من الأحيان، نجد ذلك الشخص الذي يحاول البحث عن فرصة لإثبات أن منافسه على خطأ، من دون أن يسعى إلى إثبات أنه على حق، ويهتم ويحلل اعمال وتصرفات وكلمات منافسه في العمل أو الدراسة أو أي مكان، أكثر مما يهتم بتقييم نفسه.

هناك من يلجأ تحت توتر المنافسة لنسخ منافسيه حرفياً، كل فكرة يقومون بها يقوم بها، كل شهادة يحصلون عليها يحصل عليها، لو قالوا شربنا الزعتر المغلي مع إضافة الكولا عليه، يصبح الزعترولا مشروبه التاريخي المفضل في اليوم التالي، وبعد كل ذلك، يتوقع من الناس أن يرونه أفضل ممن ينسخهم ؟ وعندما لا يجد هذا، يقوم بردة فعل يتهم فيها الناس بانهم لا يقدرونه، أو ينتقد منافسيه، متناسياً أو ناسياً أنه قرر جعل نفسه نسخة !

كل ذلك لن ينفع، لأنه باطل، نشر الأكاذيب حول منافسك، التصيد لهم، تقليدهم، كل ذلك لن يأتي بنتيجة، قد يشعرنا بالراحة لكنه يخدعنا وسوف نندم بعد سنوات لأننا سنجد أن المنافسين سبقونا كثيراً، ونحن ما زلنا نحاول تحطيم صورتهم.

الذي سيأتي بنتيجة في المنافسة أمران؛ الأول أن تراهم بعين إيجابية، بعين النحل لا عين الذباب، وهنا يقولون إنها كانت نقطة تحول الصناعة الأمريكية وتفوقها، فقد تعلم المنافسون من بعضهم البعض، لم يقل أحدهم عن الأخر فاشل ومنتجه سيء، بل رأى ما لديه من إيجابيات، أخذها وبنى عليها، ولم يكتف بنسخها فقط.

أما الأمر الثاني، أن تقارن نفسك بنفسك، لا تحاول أن تنمو مقارنة بالأخرين، قم بقياس تطورك أنت خلال فترة قصيرة مثل 3 أشهر، لا تقيس تطور الأخرين بالنسبة لك، فهذا خادع جداً، لأن لكل شخص ظروفه ولا علاقة لك بهم، فربما يكون تقدمك “خطوة” أفضل من تقدم منافسك “3 خطوات” بسبب اختلاف الظروف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى