تعددت الكتابات الخاصة بالدكتور مصطفى محمود، والتي هاجم من خلالها الكيان الصهيوني المحتل بطريقة رائعة، وبعبارات قوية تثرى الخلفية الثقافية في مواجهة هذا العدو، واليكم مقتطف من كتاب إسرائيل النازية ولغة المحرقة، والذي يعتبر من أفضل الكتب التي أبدعها من خلالها الدكتور مصطفى محمود في مواجهة الفكر الصهيوني.
انظروا إليهم كيف يتفاوضون مع العرب ويحسِبون نصيبهم من الأرض بالمتر والسنتيمتر ونصيبهم من الماء فوق الأرض وتحت الأرض وفي جوف الأرض، فهم يريدون القدس ويريدون الأرض تحت القدس ويقولون إن الأرض تحت القدس هي قدسهم القديمة والهيكل القديم الذي بناه سليمان ويريدون الحفر في الماضي والحفر في الحاضر والحفر في دماغنا ولا نهاية لمطالبهم.
ونحن يا سادة؟! أليس لنا ماضِ.. أليس لنا تاريخ؟! أليس لنا آبار فوق الأرض وفي جوف الأرض …أليس لنا أهرامات ومعابد، أليس لنا قدس قديمة وأنبياء أكابر ….
ومن يكون ذو النون المصري.. ومن يكون إدريس النبي المصري العظيم أبو التوحيد الذي جاء بعلم الفلك وحساب الفصول والتنجيم والذي رفعه الله مكانا عليا …
وأين جامعة ” أون ” في عين شمس التي أضاءت بأنوارها للعالم القديم.. والنبي العربي الخاتم والجامع لجميع الكمالات سيدنا وسيد العالمين … محمد عليه الصلاة والسلام … وأين قدسنا الذي صلى فيه عمر بن الخطاب … وأعاده إلينا البطل صلاح الدين بقوة السلاح …
ولكنهم يريدون أن يزيحوا كل شيء من صفحة التاريخ ويمحوا كل أثر إلا آثارهم وكل سيرة إلا سيرتهم وكل الرسل الكرام إلا موسى الذي قهر الفراعنة وحرر العالم، وموسى نفسه لعنهم وضاق ذرعاً بمكرهم.
