لماذا نجدد التوبة قبل رمضان ؟

ﻷن اﻷصل في المؤمن تجديد التوبة في كل وقت وآن ، قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يستغفر ربه ويتوب إليه في اليوم أكثر من مئة مرة .
– نجدد التوبة قبل رمضان ﻷن التوبة منزلة عليّة من بلغها فقد بلغ الخير كله ،يقول ابن القيم – رحمه الله – عن التوبة :” وهي أول منازل السائرين إلى ربهم وأوسطها وآخرها “فهي ليست منزلة العصاة المجرمين بل هي منزلة اﻷنبياء المصطفين قال تعالى ” وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى “فهي منزلة عزيزة منيفة من بلغها بلغ السؤدد والخير والرفعة .
– نجدد التوبة قبل رمضان ﻷننا نرى من أنفسنا ومن غيرنا الحرمان من الخير في شهر رمضان فلا جد في العبادة ، وﻻ اجتهاد في القيام ، وﻻ صرف وقت للتلاوة ، وﻻ يد تبذل الخير والمعروف , فحُرمنا خيرات بسبب عيشنا في ظلمات الذنوب ، فتجديد التوبة قبل رمضان أصبح أمرا ﻻزما حتى ﻻ نحُرم الطاعة فيه فنخسر خسارة ﻻ تعدلها خسارة .
– نجدد التوبة قبل رمضان ﻷن القلوب قست ، واﻷفئدة تصلبت وكأنها قدت من صخر فلا هي تخشع عند التلاوة، وﻻ العيون تدمع عند سماع قوارع اﻵيات ، تدخل المسجد الجامع والقارئ يقرأ فلا تشعر بهمس من خشوع ، وﻻ ترى بكاء للعيون ، فحري بالنفوس أن تجدد التوبة قبل رمضان حتى تلين القلوب وتفوز بمرضاة الله .
– نجدد التوبة قبل رمضان ﻷننا نرى الموت ينزل بالناس في كل لحظة ، ونشاهد يد المنون تخطف هذا وتطرح ذاك , ومايدرنا لعله آخر رمضان نلقاه.