شـؤون خارجيةصورة و خبر

“ريجيني”والدم المصري الرخيص

موجز حماك 0c468896e95fa1917678df7538b82e9f

عذبوه كما لو كان مصرياً

 كلمات الأم التي فجعت بقتل ريجيني

لم يصدق أحد كل الروايات المصرية حول ظروف مقتل ريجيني

 

من الصعب معرفة عدد الروايات التي قدمتها السلطات المصرية لكيفية قتل الطالب الإيطالي المغدور جوليو ريجيني، حتى الآن، لكن يمكن معرفة أمرين: الأول، أن أحداً لم يصدق كل تلك الروايات، والثاني، وترقّب أن تقرأ شيئاً مفجعاً، أنه;عذّب وقتل كما لو كان مصريّاً

 

وهذه الجملة الأخيرة، عذّب وقتل كما لو كان مصريّاً، القاسية والجارحة والمهينة، هي الكلمة التي قالتها والدة الضحية الإيطالي في كلمة لها تحت قبة برلمان بلادها (مجلس الشيوخ) أواخر مارس/ آذار الماضي، وأحدثت صدمة في الشارع المصري الذي رأى دمه رخيصاً إلى هذا الحد المفجع.

 

وقبل أيام، قال صحفي إيطالي في مداخلة على قناة;الجزيرة: إن;ريجيني ليس مواطن سورياً أو مصرياً، إنه مواطن إيطالي"، في إشارة إلى أن المطالبة بكشف ملابسات مقتله ستستمر حتى التوصل إلى الحقيقة.

 

على أن الأم الشجاعة، التي رأت وجه ابنها في المشرحة، ذاك الوجه الجميل المشرق، الذي لم يتبق منه إلا طرف أنفه، تنتظر فريق التحقيق وما يحمله في جعبته.

 

تبدو عبارة "باولا" هذه، ذات دلالة مأساوية من أكثر من ناحية، فهي قد صدرت عن أم إيطالية يبدو أنها تعرف أن شعب مصر يعذّب ليل نهار بلا ضجيج وبصمت، يقتل في مذابح كبرى كرابعة والنهضة وسيناء ولا أحد يأبه، لكنها تريد أن يأبه العالم كله لوفاة ابنها وألا يقف بشأن مقتله وقوفه متفرجاً كما يتعامل مع مقتل المصريين.

 

وجد المصريون أن دمهم يهدر بلا مبالاة من أحد، سوى منظمات حقوق الإنسان التي لا تجيد أكثر من كتابة بيانات الشجب والإدانة وتجميعها في مصنفات وإرسالها للأرشيف في أدراج الغيب.

 

وجدوا أنفسهم أمام هذه العبارة في موقف مربك، هل هكذا ينظر العالم لنا؟ هل يعرف العالم أننا نعذب ونموت من غير يأبه أحد؟ هل دماء أبنائنا رخيصة إلى هذا الحد؟

 

أصبحت تلك العبارة كما لو كانت أيقونة، آلاف المغردين اقتبسوها حرفياً وعقبوا عليها، متسائلين عن الحال الذي وصلت إليه;أم الدنيا; في ظل حكم السيسي.

 

سويحلي غرد قائلاً: كم هي بخسة أسعار أسهم العرب في بورصة الجنسيّات!

 

على أن سلمى، أكدت أن المصريين لم يقصروا مع الداخلية قتل تعذيب سحل.. وبنسكت

 

وقالت دليل، إن عبارة الأم الإيطالية لم تأت من فراغ، أثناء محاولات الدولة التنصل من قتل ريجيني.. قامت بتصفية 5 مصريين لم يكترث لموتهم أحد.

 

وتداول المغردون مقطعاً مصوراً لافتاً، يضم تصريحاً للإعلامية لميس الحديدي المقربة من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، تطالب فيه بكشف ملابسات مقتل روجيني لكونه من دولة تحترم مواطنيها، وقالت:;يمكن إحنا عندنا عادي، إيه يعني حد مات بتعدي عندنا كتير وهي العبارة التي كررتها في الفيديو نفسه مرتين.

 

ويتزامن هذا، مع بدء اجتماع المحققين والمسؤولين الأمنيين المصريين والإيطاليين، اليوم الخميس، حول واقعة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثر عليه مقتولاً بالقاهرة في فبراير/ شباط الماضي.

 

ووفق التليفزيون الإيطالي، فقد جاء الوفد المصري بملف من ألفي صفحة، مع محاضر تحقيقات شملت نحو 200 شخص كانت لهم صلة بريجيني، فيما طلب الجانب الإيطالي تسجيلات لشرائط فيديو لمكان اختفاء ريجيني، وسجلات اتصالاته الهاتفية، والتقارير الطبية، في سبيل إلقاء الضوء على ملابسات الجريمة التي تم اكتشافها في 3 فبراير/ شباط الماضي على الطريق الذي يربط العاصمة المصرية بمدينة الإسكندرية.

 

وبحسب السفارة الإيطالية في القاهرة فإن الشاب جوليو ريجيني البالغ من العمر 28 عاماً، كان موجوداً في القاهرة منذ سبتمبر/ أيلول الماضي لتحضير أطروحة دكتوراه حول الاقتصاد المصري، واختفى مساء يوم الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني في حي الدقي حيث كان لديه موعد مع أحد المصريين، قبل أن يعثر عليه مقتولاً.

 

وقالت جماعات حقوقية وتقارير صحفية غربية إن آثار التعذيب على جثة الشاب، الذي كتب مقالات تنتقد الحكومة المصرية، تشير إلى أن قوات الأمن المصرية ;قتلته، وهو اتهام تنفيه القاهرة بشدة.

 

وأدت هذه الحادثة إلى توتر العلاقات المصرية الإيطالية بشكل كبير، في حين أصدر البرلمان الأوروبي قراراً شديد اللهجة أدان ما وصفه بـتعذيب جوليو ريجيني واغتياله في ظروف غامضة، معتبراً أن;حادث مقتله ليس الوحيد، إذ يأتي في سياق ظاهرة متكررة تشمل حوادث تعذيب واعتقال وقتل في مصر خلال السنوات الأخيرة

 

وكان لويجي مانكوني، رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الإيطالي، دعا، خلال مؤتمر صحفي الشهر الماضي، حكومة بلاده إلى استدعاء السفير الإيطالي من القاهرة، وإعلان مصر;بلداً غير آمن للزائرين; إذا لم يفض التحقيق في مقتل ريجيني إلى شيء.

 

ويوم الثلاثاء (2016/4/5)، قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي باولو جينتيلوني، إن بلاده لن تسمح لأحد بأن;يدوس كرامة إيطاليا، مشيراً إلى استعداد روما لاتخاذ تدابير بحق مصر إذا لم تلمس تحولاً ملموساً في التحقيقات حول واقعة مقتل الباحث جوليو ريجيني.

المصدر : الخليج

worldwise-1-300x52-2-300x52-1-300x52-3-300x52-1-300x52-4-300x52-300x52-2-300x52

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى