منوعات

ما زال طعم الحلوى في فمي

الإحسان ليس من الضروري أن يكون صدقة أو يكون شيئا ماديا كبيرا ، هناك العديد من الأشكال للإحسان أبسطها الكلمة ، فكم من شخص تغيرت حياته بسبب كلمة من شخص ، قد ينسي هذا الشخص الكلمة التي قالها لك وغيرت حياتك ، قد ينساك أنت شخصياً ، ولكنك لن تنسي كلمته طوال حياتك ، وسوف تظل تتذكره في كل نجاح تحصل علية لذلك نقول بأن المعروف يدوم طوال العمر.

يجب أن نعرف أن المعروف الذي تفعله لأحد لن يذهب هباء ، فعندما تجد أحدهم في حاجة لأي شيء ساعدة بالمقدار الذي تستطيع مساعدته به ، عندما تجد شخصا مهزوما شجعه بكلمة ، عندما تجد محتاجا في الشارع لا تقل له كلمة جارحة ، إذا كنت مديرا لا تقسو علي من يعملون لديك وعاملهم معاملة جيدة وسوف نقص عليكم قصة توضح لنا ثمرات المعروف.

رجل كبير ينام  في المستشفى ويزوره شاب كل يوم ، يجلس معه لأكثر من ساعه ، يساعده على أكل طعامه والاغتسال ، ويأخذهُ في جوله بحديقة المستشفى ، ويساعده على الاستلقاء ، ويذهب بعد أن يطمئن عليه .

دخلت عليه الممرضة في أحد الأيام لتعطيه الدواء وتتفقد حاله، وقالت له: ما شاء اللہ، اللہ يحفظ ابنك ، يومياً يزورك .

نظر إليها ولم ينطق وأغمض عينيه وقال لها : تمنيت أن يكون أحد أبنائي .

هذا يتيم من الحي الذي كنا نسكن فيه ، رايته مرة يبكي عند باب المسجد بعدما توفي والده ، فهدأته واشتريت له الحلوى ولم أحادثهُ منذ ذلك الوقت وعندما علم بوحدتي أنا وزوجتي أصبح يزورني كل يوم ليتفقد أحوالنا ، حتى ضعف جسدي فأخذ زوجتي إلى منزله وجاء بي إلى المستشفى للعلاج .

وعندما كنت أسأله لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا؟ كان يقول: ما زال طعم الحلوى في فمي:

هناك حكمة أعجبتني تقول (انثر بذور الفرح في تربة الآخرين ولن تندم ، فستكبر يوماً ما وتظلك ) .

وأخري تقول (اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله , فإن أصبتَ أهله فهو أهله وإن لم تُصِب أهله فأنت أهله ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى