Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراء

مبارك المطوع يكتب: القدرة الإلهية تنتصر للمظلوم من الظالم

الظلم من أحطِّ الصفات البشرية، وهو مرفوض مبغوض، حرّمه رب العباد على نفسه، وأمر عباده ألّا يظلموا، لأن الظلم وباء يؤدي إلى هلاك الأمم.

ولا يجهل العالم الاضطهاد الذي بلغ ذروته ويعانيه مسلمو الايغور حيث تمارس الصين “عمليات إبادة لا مثيل لها” ضد 35 مليون من أتراك الإيغور يعيشون في إقليم تركستان الشرقية الذي شهد منذ 2009 أعمال عنف دامية، قتل فيها مئات المسلمين ولم يتوقف إلى هذا الحد فحسب لكن ما حدث كان أغرب من الخيال حيث قامت السلطات “بتعين موظفين صينين في منازل النساء الإيغوريات العفيفات”.

ورغم كل هذا الاضطهاد لم نرى تدخل حقيقي ومؤثر سواء من الدول الغربية التي تدعي التحضر وتدافع عن حقوق الإنسان أو حتى من الدول الإسلامية التي كان لزاما عليها أن تدافع وتتحرك بشكل فعال لإنقاذ هؤولاء البشر.

فحين عجز المسلمون عن إنقاذ إخوانهم من مسلمي الايغور وتهاون العالم في رد الحكومة الصينية عن ظلمهم لهم، تدخلت القدرة الإلهية لإنقاذهم، فالعالم كله يعرف ما تعانيه الصين في الآونة الأخيرة من انتشار لفيروس “كورونا” بشكل مخيف، وكأن الأقدار شاءت ان يكون هذا الفيروس عبرة للحكومة الصينية لعلها تتعظ، وتتراجع عن الاضطهاد الذي يتعرض له مسلمي الإيغور فهلاك الظالم حتمي.. ولكن بميعاد يقدره الله.

ونذكر قصة فرعون عندما طغى وتجبر أهلكه الله بعد طغيانه حيث قال في كتابه الكريم “فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ” وقال “وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا” هذا وعد الله، والله لا يخلف وعده، فلا يوجد ظالم على مر التاريخ منذ آدم عليه السلام وحتى اليوم إلا وأهلكه الله.

ومن السنن الإلهية ان الظلم مهما طال امده واسودت لياليه وطالت اذرعه واشتد فساده وانتشر في ربوع الارض حتي يضرع المظلمون الي ربهم يقولون اما لهذا الليل من اخر ويتساءلون متي تنقشع  هذه الظلمة وينبلج فجر العدل : فان الله تعالى لا بد أن يأخذ الظالم ولو بعد حين،

و لابدّ لكلّ ظالم أن يعي أنّ الظّلم ظلمات يوم القيامة، لقول النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- “إنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ”، لما فيه من اعتداء على حقوق الغير، بسلب أو منع أو تغيير، أو كفر أو شرك، وفي كتاب الله آيات قرآنية عن الظلم كثيرة.

والقدرة الإلهية دائما ما تعطي الدروس وتبرز قوتها بمخلوقات ضئيلة كفيروس “كورونا” الذي تحول إلى شبح مخيف، كفانا الله وأيامكم وجميع خلقه وعباده المؤمنين منه ومن شرور النفس وظلم العباد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى