منوعات
متى نفكر في ترك الوظيفة؟

يعاني البعضُ كثيرا ، حتى يحصل على وظيفة ملائمة، تستوعب ميوله وقدراته، وتوفّر له حياة كريمة، وتتيح له الإحساس بنفسه فيما يحققه من إنجازات. مع ذلك، في بعض الأحيان، ينبغي لك التفكير جديا في ترك هذه الوظيفة، رغم أي ظروف أخرى، لأن خسائر استمرارك فيها، ستكون أكبر من المكاسب. حسنا، متى يجب عليك اتخاذ مثل هذا القرار؟
- التوقف عن التعلم لا يعني نجاحك في الحصول على وظيفة ما، أنك لم تعد بحاجة لتطوير نفسك وأدائك وقدراتك. على العكس تماما، في عالم متسارع، تتطوّر فيه التكنولوجيا أسرع من لمح البصر، تظل في حاجة لتعلم شيء جديد كل يوم، ورفع كفاءتك في الشيء الذي تتقنه، إضافة لاكتساب وتعلم مهارات جديدة. وفي اللحظة التي تشعر فيها بأنك لم تعد تتعلم أو تستفيد من وظيفتك بشكل حقيقي، يجدر بك التفكير في تغييرها، والبحث عن أخرى ملائمة، ترفع من علمك وقدرك، ويستثمر مديروها في رفع كفاءتك وتعليمك.
- زيادة الخلافات الشخصية مع رفاق العمل مكان العمل، للعمل، هذه بديهيات، لكن أحيانا طول معرفة الزملاء، يتسبّب في العديد من المشاكل والمشاحنات، بعضها يمكن احتماله وإدارته بذكاء، والبعض الآخر، يكون مستعصيا على الحل، ويمثل ضغطا عصبيا على الإنسان. حاول قدر الإمكان ألا تتورط عاطفيا مع أحد من الزملاء، وأن تكون قادرا على التعامل معه بحياد وموضوعية، وثابا وعقابا، أما إذا لم تتمكن من ذلك، وزادت حدة الخلافات بينك وبينهم، وأصبح الذهاب للمكتب يمثل عبئا نفسيا، فالأفضل أن تفكر في ضرورة الانتقال لمكان آخر.
- ظهور فرصة أفضل الولاء للمكان، ليس ضد سعيك المستمر للعمل في مكان أفضل مما أنت فيه الآن، ماديا أو علميا، هذا اسمه طموح، وهو سنة كونية منذ خلق الله الأرض ومن عليها. المهم أن تكون فرصة حقيقية، ومضمونة، وتضيف إليك بالفعل الكثير مما كنت تفتقده. نصيحة: لا تغامر بترك وظيفتك القديمة، حتى تتيقن تماما من قدرتك على شغل الجديدة.
- تضرّر أسرتك أحيانا يطغى العمل على حياتك الأسرية. وتستغرقك التفاصيل الصغيرة، حتى تنسى تماما أن لأهلك عليك حقا. لا بدّ أن تؤديه، وألا تقصّر فيه، وأن تعمل من أجل أن تعيش، وألا تعيش من أجل أن تعمل. هنا يجب أن تتوقف، وتعيد النظر إلى خطتك للحياة. وترتّب أولوياتك في الحياة بشكل مختلف، هناك دائما حلول ناجحة للأخذ بها، لأداء كل ما عليك بدون أن تقصر في حق أي طرف.
- التهام يومك بأكمله بعض الأعمال تلتهم أعمار العاملين بها، ولا تترك لهم أي مساحات لعمل شيء يحبّونه، أو يمارسون أي هواية يمكن أن تخفف عنهم إرهاقهم، هناك من يتكيّف مع هذا، ويتمكّن من التعايش مع حرمانه من أي إنجاز شخصي، وهناك من يمثّل له الإنجاز الشخصي أهمية أكبر من أي شيء. فوفقا لما تراه، ولترتيب أولوياتك، عليك أن تتخذ القرار المناسب.
- عدم التقدير المادي والمعنوي
ما دمتَ تعمل وتجتهد. فلا بدّ أن تحصل على ما يكفيك ماديا في النهاية. لا معنى للعمل من أجل العمل نفسه، أو تحمّل ما في الأمر من مشقّة، بدون أن يكون ذلك مُشبعا لك. على المستوى المعنوي أيضا لا بدّ أن تحظى باحترام مديرك وتقديره لما تبذله من جهد، وإحساسه بأهمية وجودك في المنصب الذي تشغله. وإلا عليك جديا التفكير في ترك العمل والذهاب إلى حيث يتم تقديرك بشكل أفضل.
(بي بي سي)