مجَّرات مفترسة

أفاد علماء فلك بأن مجرتنا التي تقع فيها المجموعة الشمسية، ليست سوى واحدة من «وحوش الكون» ابتلعت مجرات صغيرة مجاورة لها. وتوصلوا الى دلائل جديدة تظهر أن منطقة من النجوم، توجد ضمن مجرتنا الكونية، وتعرف باسم «السماك الرامح» Arcturus ، ليست سوى «بقايا مهضومة» من مجرة كانت موجودة يوما ما بجوار مجرة «درب التبانة».
عرضت هذه الدلائل، وهي أولى البيانات من اكبر دراسة تجرى حتى الآن على 25 الف نجمة، أثناء ورشة عمل في الفيزياء الفلكية، انعقدت في الولايات المتحدة.
الدكتور كونتن باركر الباحث في جامعة ماكواير في سيدني، وفي المرصد الانغلو ـ استرالي الفلكي: إن النتائج تدل على أن مجرة «درب التبانة» ليست سوى «آكلة لحوم شرهة تفترس جيرانها». ويشرف باركر على إدارة البيانات في برنامج «تجارب السرعة القطرية» الدولية.
نقل موقع «أي.بي.سي» الإلكتروني العلمي الأسترالي عن باركر أمس: «لقد تأكدنا أن مجموعة «اركتراس» المتنقلة هي دفق من النجوم، وهذا يعني وجود مجرة تمزق كل ما حولها تحولت إلى شكل مجرتنا» الحالية. وأضاف أن «مجرتنا هي مجرة كبيرة وقد كانت تأكل بقية المجرات, إنها جائعة، واننا نرى ذلك برصدنا لبقايا فتات ما تناولته» حتى الآن.
تأتي هذه الدلائل ضمن سلسلة من الشهادات العلمية الجديدة لصالح نظرية تكون المجرات بواسطة التهامها لما جاورها من النجوم , تشير هذه النظرية إلى أن قوة جذب المجرات الكبيرة، يؤدي إلى ابتلاع المجرات الصغيرة، الأمر الذي يحول الأولى، كما هو الحال في مجرتنا، إلى بوتقة انصهار كونية.