بقلم/د. محمد عبد العزيز
مدير مركز لندن للبحوث
” ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين “
من جديد يتصارع الحق والباطل في ردهات الدنيا ويظل حتى قيام الساعة ، ولا زلنا في دوحة الجمال والخير ودعم الرسالة الخاتمة لدين الله “القرآن الكريم ” ومظاهر إرساء قيم الإسلام تزين شوارع قطر التي وصفها اعلاميون عرب بأنها مجرمة ، نعم هي أجرمت لكن في حق الشواذ ، نعم اجرمت في حق أصحاب الكيل بألف مكيال ، نعم أجرمت في حق كل كاره لدين الله على وجه البسيطة ، وما أحلى ذلك الإجرام فلتجرموا مثلها أيها المجرمون .
أحد مشاهد اليوم لسيدات قطريات يعرضن الحجاب على مشجعات غربيات يقدم أجمل رسالة تعكس رقي وعظمة هذا الدين الذي أساء إليه كثيرون من أتباعه حول العالم فجاء الله بهذه التظاهرة الرياضية في قطر لتعلن عن الصورة الحقيقية للإسلام وسماحة المسلمين بعد أن كان الغرب ولا زال يخشاه ويعتبره دين الإرهاب فحسب .
اعلاميون عرب من أمثال تركي الحمد في السعودية والباز والديهي وعيسى في مصر ما يفتئون يغردون في خندق وصف قطر بالإجرام لأنها تتبنى إظهار الإسلام في أفضل ثوب ، بينما تسير هي على الدرب مؤيدة من الله مستثمرة فرصة تاريخية للذب عن دين الله وتوضيح الصورة الحقيقية له ” ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ” وهذه مشاهد من الحكمة نراها في قطر المجرمة ” في نظر المجرمون ” ، والبشريات تأتي من هنا وهناك بسلامة وقوة موقف الدولة القطرية والشعب القطري المضياف الذي خرج فريقه من الدور الأول ولازال في الشوارع يتمم رسالته خارج المستطيل الأخضر وما أجملها من رسالة تثبت أن للشعوب ارادة ورؤى تعزز المفاهيم الراسخة للدين ولمنظومة القيم فما أجملهم وهم يوزعون علم فلسطين على مشجعي الفرق الأوربية أمام الملاعب .
وماذا بعد أن خذل الله المنتخب الألماني الذي أبدى اعتراضاً على منعه من تأييد الشواذ وخرجت وزيرة داخليتهم حزينة بعد مباراة دعمت فيها المثليين بارتداء شارتهم ، أليست هذه المانيا التي حاربت اللاعب المسلم مسعود أوزيل وأوقفته لتضامنه مع مسلمي الإيغور ؟! الآن تدعي الدفاع عن حرية التعبير رغم البون الشاسع بين الموقفين ، فمسعود كان يدافع عن مظلومين بعيون لا تخطئ ذلك بينما أنتم تسعون لدعم شواذ يعملون ضد الفطرة السليمة فيعيثون في الأرض فساداً محاربين لكل فضيلة .
وأكاد أجزم أن هذا الصوت العالي للشواذ الذي تغلغل في أوربا بدعم دولي وعمل ممنهج ومليارات تنفق سيكون أحد إشارات الانهيار الأوربي وسيذكر التاريخ أن قطر التي وصفها معتلي العقول أنها مجرمة ، من أرضها بدأ الانهيار الأوربي وأتوقع سيبدأ بخروج المنتخبات الأوربية الكبرى من المونديال مبكراً .
