مخاطر على السيسي
![](https://hmak.org/main/wp-content/uploads/2014/10/السيسي-ملقيا-كلمته..-وحوله-قادة-الجيش-المصري.jpg)
موجز حماك
![السيسي](http://hmak.org/main/wp-content/uploads/2014/10/السيسي-ملقيا-كلمته..-وحوله-قادة-الجيش-المصري-300x187.jpg)
الكاتب الصحافي جمال سلطان : بدون شك ، السيسي يواجه هموما لم يواجهها رئيس جمهورية ممن سبقوه ، وأنا على ثقة بأنه هو شخصيا فوجئ بذلك ، ولم يكن يتصور أن تتراكم التحديات والمخاطر والهموم بهذه الصورة ، وتحاصره خلال عام واحد فقط من توليه السلطة ، وتتفاقم في عامه الثاني .
السيسي يواجه اقتصادا في حالة شبه انهيار بلا استثمارات حقيقية ويعيش على القروض ، واحتياطي نقدي يقترب من الصفر وما تبقى منه هو قروض “ودائع” يملكها آخرون ، ويواجه خطرا وجوديا على الدولة المصرية بما يحدث في نهر النيل ومنابعه في وقت يظهر فيه كأنه لا يملك فعل أي شيء لوقف الكارثة ، وغاية ما يلوح به مساعدوه أن يشتكوا للأمم المتحدة .
السيسي يواجه خطر انقسام وطني حقيقي ومتنامي يفرض عليه وعلى الدولة أقصى درجات التوتر ويورطها في أخطاء جسيمة بفعل القسوة المفرطة في التشريعات والسلوك الأمني والاقتصادي والأداء السياسي ، ويواجه “كابوس” برلمان جديد في حالة تشظي وانفلات ويمكن أن يكون خارج السيطرة ولا يملك أدوات سيطرة حقيقية أو مضمونة عليه ويمكن أن يحرجه تماما ويعرض منظومته كلها للخطر .
السيسي يواجه مشكلات حقيقية وكبيرة في تنسيق أداء أدوات الدولة وأجهزتها الأكثر حساسية بصورة تنعكس بارتباكاتها على مختلف نشاطات الدولة وحتى إعلامها ، ويواجه ترتيبات إقليمية خطيرة في المنطقة تتم في غيبته أو بحضور هامشي له على النحو الذي يحدث الآن في ليبيا وفي سوريا تحديدا .
السيسي يواجه تمزقا حقيقيا في الإرادة السياسية المتصلة بحسابات الأمن القومي تتجلى في موقفه من المخاطر التي تهدد الخليج العربي ، لأن حسابات داعميه هناك تتناقض بوضوح مع حساباته هو ، خاصة في سوريا واليمن ، وهو لا يملك أن يخسر داعميه لأنهم العمود الفقري لاقتصاد الآن ، وفي الوقت نفسه لا يملك المغامرة بإجراءات تتناقض مع حسابات الأمن القومي المصري الحالي حسب رؤية إدارته .
السيسي يواجه خطرا إرهابيا شديد الشراسة ، يتسبب في نزيف عسكري ونزيف اقتصادي ، وصفه وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي بأنها حالة لم يسبق أن واجهتها الدولة المصرية في تاريخها الحديث ومن الواضح أنها ستحتاج وقتا للسيطرة عليها ، في ظل ظروف معاناة الدولة . هي أيام صعبة ، على مصر ، وعلى السيسي ، وعلى الشعب المصري نفسه الذي دفع وسيدفع أكثر ، فاتورة هذا كله ، والأكثر صعوبة أنك لا تستطيع أن تمسك بمعايير أو معالم ثابتة تبني عليها رؤية المستقبل في البلد ، فيبقى أمامك كل الاحتمالات ممكنة .