أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في حي كابري ببلدة كابول الواقعة في منطقة الجليل بشمال فلسطين المحتلة سنة ١٩٤٨م.
ومسجدنا هذا واحد من أربعة مساجد تتوزع على أحياء هذه البلدة التي يقترب عدد سكانها من ١٥٠٠٠ نسمة، وهو من أكبرها إن لم يكن أكبرها بالفعل؛ إذ أنه يجثم على مساحة واسعة من الأرض ويتكون من طابقين فسيحين يحتويان على مصليين للرجال والنساء ويتسعان لعدد غير قليل من المصلين.
ويشتمل المبنى كذلك على قاعة متعددة الأغراض وتقام فيها مؤتمرات وندوات وفعاليات علمية واجتماعية متعددة، كما رأيت في صفحة المسجد على الفايسبوك، وتوجد فيه مكتبة عامة تزخر بالعديد من المراجع المهمة في صناعة الوعي المنشود، بجانب البنية التحتية الضرورية لأي مسجد بما فيها مواقف السيارات.
ويسهم مسجدنا مع الثلاثة المساجد الأخرى، في صناعة الوعي الجمعي، بالتعاون مع المدارس الثمان التي تعمل داخل البلدة، من خلال مختلف الفعاليات والمناشط التي تقوم بها إدارته، ويسهم كذلك في تقوية صروح المجتمع والمحافظة على هويته العروبية الإسلامية، ولذلك فقد تعرض لعدد من صنوف الأذى من قبل الاحتلال!
وقد تتبعت صفحة المسجد في الفايسبوك فوجدت أنشطة وفعاليات تثقيفية واجتماعية متعددة، ومنها اجتذاب بعض الرموز العلمية والدعوية لإلقاء محاضرات، مثل الشيخ رائد صلاح القيادي الأول في الحركة الإسلامية بأراضي ١٩٤٨م، ومن أجل ذلك يتم استئجار بعض القاعات الكبرى في البلدة، ويتم فعل ذلك مع الأنشطة الرياضية من خلال الاتفاق مع ملاعب بعض المدارس، وقد نظم المسجد حملات لجمع تبرعات ومواد إغاثة للنازحين السوريين!
جرى بناء المسجد وفق الطراز الأصيل في التراث المعماري الإسلامي مع لمسات عصرية منحته القدرة على الانغراس في قلب العصر بطريقة سلسة، ويتجمل بقبة جذابة ومئذنة شامخة ذات جمال متفرد بشرفاتها الأنيقة المتقاربة في الأعلى وشرفتها الزجاجية الواسعة في المنتصف، ويكتسي في الداخل بالكثير من الزخارف والنقوش المبهرة والخطوط العربية الرائعة!
