أبو بكر: العمل الخيري هو الدبلوماسية الشعبية

توجه عميد السلك الدبلوماسي العربي بالكويت سعادة سفير الصومال عبد القادر أمين شيخ أبو بكر : بالشكر إلى الرحمةِ العالميةِ دعوتها الكريمة هذه للتعرف على أنشطتها الخيرية، وهذه بادرةٌ طيبةٌ أن نتعرف عن كثب على ما تقوم بها الجمعيات الخيرية الكويتية، والتي انتشرت برامجها الإنسانية في أقطار المعمورة، فالعمل الخيري قيمةٌ إنسانية سامية، وسلوكٌ حضاريٌ حي، لا يمكنه النمو إلا في المجتمعات التي تنعم بمستويات متقدمة من الثقافة والوعي والمسؤولية، فهو يلعب دوراً مهماً وإيجابياً في تطوير المجتمعات وتنميتها، كما أنَّه يلعب دوراً مؤثراً في العلاقات بين الشعوب، ولا نبالغ إذا لقبنا العمل الخيري بالدبلوماسية الشعبية، كما أنَّ للعمل الخيري دور ملموس في بناء الإنسان وتنمية المجتمعات ومعالجة مشكلتها الاجتماعية والاقتصادية.
عميد السلك الدبلوماسي : الكويت جسدت نموذجاً متميزاً للعمل الإنساني الخيري، حيث لم تتوان عن تلبيةِ نداءِ الواجب الإنساني عندما يُنادى به، كما أنَّ الآثارَ التنمويةَ للمشروعات الخيريةِ الكويتية لا تخفى على أحد، فالمؤسساتُ التعليميةُ والطبيةُ ومشروعاتُ المياهَ، والمشروعاتُ التي تستهدف علاج الفقر بتوفير فرص الإنتاج والكسب المشروع، وغيرها من المشروعاتِ التنموية واضحة للعيان، كما أنَّ العملَ الإغاثيَ الكويتيِ تبوأ موقعَ الريادةِ في تقديمِ العونِ والإغاثةِ وقتَ الأزمات والكوارث، وهي دائماً سباقةً في نجدةِ المحتاجين، دون التمييز بين دين أو عرق أو لون، مما جعلها مركزاً دولياً للعمل الإنساني، واستحق أميرها سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب قائد العمل الإنساني، كما منحت منظمة الأسرة العربية سمَوه جائزةَ العالم العربي الأولى للدعم الإنساني والترابط المجتمعي، تقديراً لجهوده في هذا المضمار، والذي يعد مبعث فخر واعتزاز لكلِّ أهل الكويت.
عميد السلك الدبلوماسي : هذا النهجَ الإنسانيَ ليس بجديدٍ على الكويتِ وشعبها، فقد عُرفت بهذا النهجِ منذ نشأتها، وتوارثته الأجيالُ عن الآباءِ والأجداد، وإنَّ ما تقومُ به مؤسساتُ الكويت الخيرية، الحكومية والأهلية، وفي مقدمتها الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي من أعمالٍ إغاثية وتنموية من خلال المشروعات التنموية التي تقوم بها، وأعمالٍ رائدةٍ تجلت في إقامةِ البرامجِ الصحية والتعليمية في مختلف مناطق عملها، لهو محل تقديرٍ وشكر، ولا يفوتني هنا أن أؤكد على ما نلمسه من التزام المؤسسات الخيرية بالقوانين المحلية للدول ومواثيق العمل الخيري، وتنسيقها مع الأجهزة الحكومية، انطلاقاً من الشفافية والمهنية التي تتبعها تلك المؤسسات، كل ذلك ساهم في نجاح الكويت في أداء رسالتها الخيرية، وتبوئها لذلك الموقع الريادي في ميادينِ العمل الإنساني.