محمد بن إبراهيم الشيباني يكتب:
يلفون ويدورون، ومنذ زمن، أو كلما افتعلوا مصيبة أو أزمة كان أول محطتهم أو هجومهم على رواتب المواطنين، وأنها تكلف الميزانية كذا ملياراً وكذا ملياراً.. النغمة نفسها التي يدندنون عليها كلما تكلمت عليهم الجرائد والصحف، التي ما زالت على وطنيتها وتدافع عن هموم المواطن كما تدافع عن مصالحها، يعني ما زال هناك من يتجرأ ويكتب مع كثرة الفئات في المجتمع التي لا تريد الكلام على هموم المواطن في معايشه المتنوعة، بل قل مصائبه الكثيرة التي لا حل لها، لا سريع ولا بطيء، لأنها ليست من مصلحتها.
السؤال الذي يطرحه المواطنون على الدوام: إذا كل مشكلة تنزل على الدولة من انخفاض النفط أو غيره ومنذ زمن ذهبتم إلى رواتبهم التي لا يملك الغالبية غيرها، إذاً لماذا لا توقفون الهدر في الوزارات والهيئات الحكومية، وتوقفون السرقات من المال العام، وتضعون حداً للهجرة المستمرة غير المشروعة إلى الكويت عن طريق بيع البشر والتجارة بهم، ثم تكون مصيبة رعايتهم على الدولة التي تكلفها الملايين بل مئاتها سنوياً؟! وأين أنتم من المقاولين غير الشريفين الذين لا يكملون مشاريع الدولة من دون رقيب ولا حسيب؟! بل أين أنتم من الرشوة التي أصبحت وكأنها أمر طبيعي، وهي أكبر الفساد، وتكلف الدولة الملايين جراء العبث بقوانينها؟!
لقد تجرأ الجميع على القوانين وعلى هيبة الدولة فلم يعد يُخاف منها، لا سيما لصوص الأموال المتنوعة، التي أسهلها أموال الحكومة، فهي طوفة هبيطة، وكلما سرق اللصوص الكبار تجرأ اللصوص الصغار، أو كانوا هم الدرع الواقية لهم، مع علم الحكومة، أحيانا، بذلك، فتقارير ديوان المحاسبة واضحة وضوح الشمس في منتصف النهار، ولا يستطيع أي حرامي أن يحجبها بمنخله.
كفوا عن الحديث في رواتب المواطنين، وعن تخفيض قرض الزواج وبدل الإيجار، وفرض الضرائب، وكل ما يمس المواطن وأي شيء ناله وحصل عليه وفق القوانين والتشريعات السابقة، فأنتم لا حق لكم في القيام بذلك، ولا تمنون عليه، فحقه كما حقكم، والقانون قبل أن يطبق عليه طبقوه على المتخمين بمال الدولة الذي أخذوه وما زالوا بغير حق.
ابدؤوا أولاً بتفعيل القوانين على الجميع وقطع دابر المفسدين الكبار والصغار وما بينهما، وحاسبوهم قبل أن تحاسبوه وأوقفوا هذا التصغير والتحديد. والله المستعان.
الهوان.
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام.
