شـؤون خارجية

مصر تسعى للسيطرة على الزيادة السكانية بعد تجاوزها الـ100 مليون نسمة

20171221125204043E

يؤكد علي عبد العزيز المتحدر من صعيد مصر والذي يعمل خفيراً لبناية في القاهرة، أنه غير مقتنع بدعوات تنظيم الأسرة التي تروج لها الحكومات المصرية المتعاقبة منذ عقود، لأن “الأبناء عزوة والرزق يأتي من عند الله فهو من يمنح وهو من يأخذ”.

ولعبد العزيز 10 أولاد، وهو يقيم بمفرده في القاهرة، بينما تعيش زوجته مع أبنائه في قريته الواقعة بالقرب من مدينة ملوي بمحافظة المنيا حيث الحياة “كلفتها أقل بكثير ومختلفة عن حياة القاهرة”، بحسب قوله.

ويضيف: “نحن نعيش في حدود قدراتنا المالية ولسنا معتادين على أكل اللحم والخضروات كل يوم مثل أهل القاهرة، وإنما نأكل اللحوم مرة واحدة أسبوعياً”.

ويتابع: “الأبناء حماية، فهم من يتولون رعاية أهلهم مادياً وصحياً عندما يكبرون في السن”.

لكن مشكلة الزيادة السكانية في مصر تكاد تشكل قنبلة موقوتة مع تجاوز عدد المواطنين المئة مليون، ليصل الى”104,2 ملايين، منهم 94,8 مليوناً بالداخل و9,4 ملايين بالخارج”، بحسب ما أعلن رسمياً في سبتمبر (أيلول).

وبحسب تقرير للأمم المتحدة صدر في مايو (أيار) 2017، سيصل عدد سكان مصر في 2030 إلى 119 مليوناً، وبما أن 95% من البلاد ذات طبيعة صحراوية، تتركز الكثافة السكانية تالياً على ضفاف نهر النيل.

وفي 2016، وصلت الكثافة السكانية في العاصمة المصرية إلى 50 ألفاً في الكيلومتر المربع الواحد تقريباً، وبلغ عدد السكان فيها نحو 20 مليوناً.

الفقير يأتي بفقير
ويصف رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء اللواء أبو بكر الجندي معدلات الزيادة السكانية في مصر بأنها “كارثة”، مشيراً إلى أن “عدد المواليد يزيد عن مليونين و600 ألف كل عام”.

ويضيف: “المشكلة أنه ليس هناك وعي في المجتمع بأننا أمام مصيبة”.

ويتابع أن معدل نمو السكان يزداد دائماً بين الأفقر، مشيراً إلى أن “نسبة الفقر في مصر تبلغ 27,8% وتزيد عن 50% في بعض مناطق الصعيد”.

ويتابع: “كلما زاد الفقر زاد معدل الإنجاب لأن الآباء يعتبرون الأبناء مصدر دخل وليس بنداً للانفاق”، إذ يلقون بالأبناء منذ الصغر في سوق العمل، مضيفاً “هكذا فإن الفقير يأتي بفقير وتستمر الدائرة المفرغة”.

ووصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مشكلة الزيادة السكانية بأنها “تحد بنفس خطورة الإرهاب”.

وليست هذه المشكلة جديدة في مصر، البلد العربي الأكبر ديموغرافياً، إذ بدأت منذ سبعينات القرن الماضي مع تزايد معدلات النمو السكاني ما دفع المصريين إلى اطلاق اسم “الصين الشعبية” على أحياء مثل بولاق الدكرور المكتظ بالسكان في الجيزة، حيث المباني السكنية متلاصقة بينما يسير المارة والسيارات وراكبو الدراجات البخارية والتوك توك جنباً إلى جنب في الطريق العام وسط اكشاك بيع الفاكهة والخضروات والحلويات والمرطبات وجميع أنواع البضائع.

وتتبنى الحكومة المصرية شعار “2 كفاية” في إطار حملة لتنظيم الأسرة، وتسهم حملات التوعية إلى حد ما في تراجع عدد الولادات، ولكن ليس بشكل كاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى