مقال في “الغارديان”: أوروبا أمام خيارين قاسيين وتواجه مخاطر أكبر من أي وقت مضى
في صحيفة الغارديان، طرحت الباحثة في العلوم السياسية بجامعة تورنتو أولغا تشيزه، تساؤلا عن أوراق ترامب وقدرته على استخدامها ضد بوتين، بعد أن قال لزيلينسكي أنه لا يملك أية أوراق في الوقت الحالي.
ووصفت أولغا اجتماع البيت الأبيض بين ترامب وزيلينسكي بأنه “أكثر من مجرد كارثة دبلوماسية، ونهاية للسياسة الدولية كما نعرفها”.
وقالت إنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت الولايات المتحدة المهندسة الرئيسية والضامنة لشبكة معقدة من المؤسسات العالمية التي ترسخت من خلال حلف شمال الأطلسي، ومنظمة التجارة العالمية، وصندوق النقد الدولي، وعمل هؤلاء الشركاء معا على صياغة مظلة أمنية تفوقت فوائدها على تكلفتها، وأدت إلى استقرار سياسي ومكنت الشركات الأمريكية والأوروبية من الوصول إلى الأسواق والموارد.
وأوضحت الكاتبة أن الولايات المتحدة حققت أعظم الفوائد: فقد حددت شروط التجارة وفرضت نفوذها على العالم. وهو ما أغضب الخصوم مثل روسيا والصين. وبمرور الوقت، اعتادت الولايات المتحدة وحلفاؤها على الوضع الراهن، وشعروا بالراحة إلى الحد الذي جعلهم يسمحون لمخزوناتهم العسكرية بالنضوب والتدهور.
وطرحت الكاتبة فكرة أن روسيا والصين عملتا خلال الفترة الماضية على تحديد نقاط الضعف في الغرب، وتضخيم عدم الاستقرار السياسي وتقويض الوحدة الغربية، وهو ما حدث بالفعل، “وأصبح الغرب ضعيفا ومنقسما”، خاصة بعد وصول ترامب للرئاسة وضعفت العلاقات عبر الأطلسي وتآكلت الترتيبات الأمنية.

وعن أوراق اللعب التي يمتلكها ترامب حاليا، قالت أولغا إن “أوراقه الخاصة مبعثرة على الطاولة”. ومن المرجح أن يحاول إقناع الجمهوريين بوقف إرسال المعدات العسكرية الجاهزة للسحب من الخدمة إلى أوكرانيا ورفع العقوبات المفروضة على روسيا.
وفي النهاية قالت الكاتبة إن أوروبا “أمام خيار الوقوف مكتوفة الأيدي، وتقبل هذا الواقع الجديد، وتأمل أن تتوقف طموحات روسيا الإمبريالية عند أوكرانيا. أو يمكنها التكيف مع عالم بدون دعم الولايات المتحدة، حيث يتعين عليها أن تتولى دوراً أكثر حزماً في دفاعها وصنع القرار الاستراتيجي.”
لكنها شككت في الخيار الثاني وقالت “تاريخيا، كان تحقيق التماسك عبر القارة صعبا، والآن أصبحت المخاطر أكبر من أي وقت مضى.”