شملان العيسى:
استلمت عبر وسائل الاتصال الاجتماعي شريط فيديو كنموذج من الفساد المتفشي في البلد.. حيث حرص المصدر على تصوير موظفي مجلس الامة وهم يبصمون عند احدى بوابات مجلس الامة.. حيث وضعت ماكينة التبصيم عند احدى البوابات الخارجية لتسهيل مهمة التبصيم والخروج بدون دوام.. هذا الشريط الذي انتشر على شبكة الاتصال الاجتماعي بيّن مدى تفشي وانتشار الفساد في بلدنا.. فالنواب الذين ازعجونا بالكلام والانتقادات ضد الحكومة بسبب تفشي الفساد في البلد هم اول الناس الفاسدين، لانهم يقومون بتوظيف اقاربهم وابناء طوائفهم وقبائلهم في مجلس الامة للتنفيع ولا يطلبون منهم اداء اي عمل.. لذلك لا غرابة في انتشار الفساد والتسيب على اكبر نطاق.
الآن وبعد ان توضحت الصورة اكثر واكثر بأن حالة التسيب وعدم الالتزام بالعمل والتغيب بسبب التمارض ايام العطل الطويلة وعدم التزام موظفي الحكومة ومجلس الامة بالعمل، ماذا يمكننا ان نفعل للحد من هذا التسيب العام؟ وهل هناك امكانية لإصلاح الامور للافضل في هذا البلد مادام المواطنون لا توجد لديهم الغيرة الكافية على وطنهم ومعظم موظفي الدولة مع الاسف ينظرون للوظيفة الحكومية على انها حق مكتسب من اموال الدولة النفطية الريعية، لذلك لا يكثرون ولا يهتمون بالالتزام والدقة بالعمل لانه لا توجد قوانين وضوابط رادعة تعطي المسؤولين الحق في طرد من لا يلتزم بالوظيفة في عمله. المصيبة ان السلطة التشريعية التي هي الجزء المكمل للسلطة التنفيذية ومهمتها الرئيسية هي تشريع القوانين والرقابة على اداء الحكومة تحولت مؤخرا الى بؤرة للفساد ومقر رئيسي لكسر القوانين والتلاعب بها ارضاء للمواطنين العاطلين في الحكومة الذين يشكلون اكثر من %93 من العاملين في الدولة.. وهؤلاء يشكلون قوة انتخابية لا يمكن الاستهانة بها.
مرة اخرى كيف يمكن الاصلاح؟ وهل هناك امل فيه مادامت الحكومة وبضغط من المجلس تقوم بتوظيف كل المواطنين في جهازها رغم عدم الحاجة الفعلية لهم في الوظيفة، حتى اصبح بند الرواتب والاجور يستحوذ على معظم الميزانية..؟. هنالك حلول كثيرة اقترحها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ولجنة بلير وغيرهم تتلخص في تقليص دور الدولة في الاقتصاد بمعنى الاسراع في خصخصة بعض وزارات الدولة.. هل يعقل توظيف اكثر من 350 الف موظف في الحكومة بينما الحاجة الفعلية لا تتعدى 50 الف موظف؟!.
وكلمة اخيرة لرئيس مجلس الامة اضبط موظفي المجلس حتى تكون نموذجا للاصلاح في هذا البلد.
نشكر الشاب الذي صور بالفيديو خروج موظفي المجلس بعد البصمة فورا ونطالب كل المواطنين بالحرص والعمل على فضح كل المظاهر السلبية في بلدنا، فدور المواطن والمقيم في تنبيه المسؤولين بالبلد عن كل ما يحدث مهم جدا، وهذا يعتبر عملا وطنيا ايجابيا يفتح عيون المسؤولين والمواطنين على ما يحدث من ممارسات سلبية وغير قانونية.
٭٭٭
فقدت الكويت احد رجالاتها المخلصين والطيبين وهو المرحوم عبداللطيف عبدالرحمن البحر الذي عمل بجد واخلاص في الحكومة في القطاع الخاص، وكان مثالا نادرا للتواضع وحب الخير وعدم محاولة البروز على اكتاف ومصالح الآخرين. عزاءنا لأهله وذويه. {انا لله وانا اليه راجعون}.
