منوعات

من هو أحب الناس إلى الله ؟

شوارح حماك:

إن بعض الناس يتأفف من لجوء الناس إليه لقضاء حوائجهم خاصة إذا كان ذا وجاهة أو سعة من المال , ولا يدري أن من كان في1487375_10152722467433647_486537040_n حاجة أخيه كان الله في حاجته ، وأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه , فلئن تقضي لأخيك حاجة كأن تعلمه أو ترشده أو تحمله أو تقرضه أو تشفع له في خير أفضل عند الله من ثواب اعتكافك شهراً كاملاً.

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه ديْناً ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأنْ أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهراً ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل)

إن مجرد أن تقضي لأخيك حاجة قد لا يستغرق أداؤها أحياناً نصف ساعة فإنه يسجل لك بها ثواب اعتكاف شهر ، فتخيل لو أردت اعتكاف شهر كامل كم ستحتاج من مجاهدة للنفس بتعطيل أعمالك الخاصة ، وبقائك في المسجد ثلاثين يوماً إما ذاكرا لله أو ساجدا أو قارئا للقرآن ؟ ولكن خلال دقائق معدودة تنجز فيها لأخيك حاجته أو تسعى فيها لأرملة يسجل في صحيفتك كأنك اعتكفت سنوات عديدة , فكم سنة لم تحييها في الواقع سيسجل لك ثوابها إذا سخرت جزءًا من وقتك لخدمة الناس؟

إن الموظف الذي يقابل الجمهور وهو على مكتبه ليخدمهم وينجز لهم معاملاتهم لو استحضر هذا الحديث واحتسب عمله ، كم من السنوات سيسجل له ثواب اعتكافها يا ترى ؟ إن بعض هؤلاء الموظفين تجدهم يشغلون أنفسهم عن المراجعين بأحاديث جانبية مع زملائهم في الوظيفة أو يتغيبون عن مكاتبهم وبعضهم يتعمد تعطيل المراجعين وتأخير معاملاتهم ولو علم بهذه الأحاديث النبوية وأمثالها لما بدرت منه هذه التصرفات.

رضي الله عن حكيم بن حزام الذي كان يحزن على اليوم الذي لا يجد فيه محتاجاً ليقضي له حاجته , و كان يقول : ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة ،إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى