مهارة التخاطب
شوارح حماك:
قدرات الإنسان الخارقة قد تكون روحية المصدر , و قد نكتسبها من التعلم , و لا تحدث عموماً إلا بتوفيق ٍ من الله تعالى.
و من هذه القدرات التخاطر , والتي يعتقد المهتمون بهذا العلم أنها طريقة الاتصال بين البشر في العصور القديمة.
مع التطور العلمي و التقني ضعفت قدرات الإنسان بحيث فقد القدرة على الاتصال العقلي و الروحي كما كان البشر في العهود القديمة , و أصبح التخاطر ظاهرة , و نادرة أيضاً , ونعتبرها من الخوارق!
التخاطر Telepathie : هو انتقال أفكار و صور عقلية بين الكائنات الحية دون الاستعانة بالحواس الخمسة أو باختصار نقل الافكار من عقل الى آخر دون وسيط مادي.
يمكننا توضيح هذه المهارة من خلال هذا المثال:
تقنية البلوتوث Bluetooth المعروفة تعتمد على نقل الملفات و البيانات من جهاز إلى جهاز آخر عن طريق الموجات و بدون أسلاك , بعضها قد يستقبل ويرسل , والبعض يستقبل فقط لكن لا يرسل , عقل الانسان في حالة التخاطر كهذه الأجهزة أيضاً.
التخاطر إذن استقبال للطاقة الصادرة من عقل أي شخص وتحليلها في عقل المستقبل,أي أنه يدرك أفكار الآخرين و يعرف ما يدور في عقولهم و بإمكانه – أيضاً- إرسال خواطره و إدخالها في عقول الآخرين .
هذه الظاهرة لا يحكمها الزمان او المكان, وهي غريزية فطرية استخدمها السابقون كآلية للبقاء بعيداً عن الحواس الطبيعية (الفيزيائية) الخمسة فهي كتشغيل الراديو و إيجاد المحطة الصحيحة بالضبط .
هناك من تأتيه هذه المقدرة بسهولة , هناك من يصل فقط إلى البداية ولا يستطيع أن يكمل , قد يرتبط ذلك بصفائه الروحي , وبإيمانه بوجود هذه القدرات , والمفتاح أو السر هنا في التأمل و التركيز , وبالطبع بالتمرن الأكثر تحصل على الأفضل .
المحبون هم أكثر قدرة على التخاطر , خاصة بأن أرواحهم تآلفت كما يقول الرسول -صلى الله عليه و سلم-: (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف) إذن عند تآلف الأرواح تكبر الفرصة بوجود التخاطر, ومن هؤلاء المحبين أفراد العائلة الواحدة , الاصدقاء الحميمون , إحساس الأم عندما يكون أطفالها في ورطة , إحساس البعض بموت أحد أعضاء عائلته .
التخاطر عالم مختلف عما تراه بعينيك الماديتين , ومن الجدير ذكره هنا أن الحالات التخاطرية قد تحدث طوال الوقت لكننا نفتقر إلى الإدراك للتعرف عليها .