
مسكينة هي شعوبنا العربية، فهي كالمستجير من الرمضاء بالنار، فقد تخلّصت الشعوب، وبحماس، من نظم الاستبداد والتسلُّط الفردي والعسكري وزمن قهر الرجال من قبل أنظمة وعدتها بالتحرُّر والنماء، ولكنها أخضعتها لحكم الأحزاب والعسكر، الذين حكموا بالظلم والبطش والفساد والتسلُّط.. فقد خضعت معظم الشعوب العربية لفكر التسلّط دهوراً، مما دفعها إلى الترحيب بجماعات وفكر بشروها بتطبيق أحكام دين الفطرة وإشاعة العدل والرحمة.. فسلّمت الشعوب أبناءها وأجيالها لهم، وتحالفت الأنظمة معهم لتتقي شرهم، ولكن.. وآه من لكن، استفاقت شعوبنا واستفاق العالم كله على أصوات التطرّف والإرهاب الذي نما وترعرع تحت شعارات عدة، وتمرّدت الجماعات المتشدِّدة التي خرجت من تحت عباءة الأحزاب الإسلامية التي هادنتها معظم الأنظمة وغذّتها سذاجة الشعوب أو جهلها، لتضرب وتقتل على الهوية، وأحياناً بلا هوية، حتى أصبحت معظم أوطاننا لعبة بأيدي المتطرّفين، نشهد كل يوم حدثاً، وكل ساعة حادثة، سواء في مصر أو ليبيا أو سوريا أو اليمن أو السودان، وآخرها الاعتداء الآثم على حدود المملكة السعودية الحبيبة، فما أعظم هذا الخطر الذي تعدّى حدود الإقليم ليضرب في العمق دول العالم المتحضّر، وليحصد أرواح الأبرياء بدم بارد، وتحت ذريعة نصرة الإسلام، وهو منهم براء..
اللهم عليك بهم، فأنت الحامي لدينك وعبادك الساعين إلى إعمار الأرض في كل بقعة من الدنيا.. اللهم آمين.
نحن وهم:
درع حمايتنا نحن في الكويت من هذا الجنون الإرهابي هو وحدتنا، وحريتنا في التعبير هي الرئة التي نتنفس منها، وسنقف دوماً مدافعين عنها وعن الممارسين لها، وهو وما يجب أن يكون نهجنا جميعاً، فلنحافظ على ذلك ما استطعنا.. ولعله من الصعب على أنفسنا أن نقبل أن يُحاكم ويُسجن شباب وطنيون مخلصون، أمضوا حياتهم في حب الوطن وحماية مكتسباته.. ومحاربة المفسدين والمخربين بحماسهم وعملهم الوطني، وعلى رأسهم النائب السابق صالح الملا وأقرانه من المغرِّدين، فلنحمِ حقهم في التعبير، ولنتحاور معهم من أرقى المنابر وإن زلّوا، وليس من خلال قضبان السجن، وبهذا وحده ينمو الوطن وتقوى أركانه، وبهذا وحده يتبين لنا الرأي الأبيض من الأسود..
اللهم احفظ الكويت وشعبها.