
إن العاقل اللبيب من يستلهم من ماضيه درساً لحاضره, ويأخذ من حاضره أسساً وقواعد يبني بها مستقبله, ومن هنا عنيت الأمم بدراسة التاريخ لما له من آثار إيجابية في تنمية الأفراد وتقدم المجتمعات, ومن هذا المنطلق فإن صحيفة حماك ستقدم لقرائها الكرام جانباً مشرقا من التاريخ الإنساني , ألا وهو تاريخ المرأة المسلمة التي أسهمت بدور فاعل في بناء الحضارة الإنسانية , وسنقدم كل أسبوع ملخصاً لتاريخ إحدى هذه الفضليات , وسنبدأ بسيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
كانت تاجره وذات شرف ومال تزوجت مرتين قبل رسول الله صلي الله عليه وسلم تمنت الزواج من النبي صلي الله عليه وسلم وهي في 40 من عمرها, وكان صلي الله عليه وسلم في 25 من عمره , فرحت خديجه فرحاً شديداً بزواجها من الشاب محمد صلي الله عليه وسلم لكريم أخلاقه, رزقها الله عزوجل بأم كلثوم ورقيه وزينب وفاطمة وعبدالله والقاسم ,كان ينزل عليه الوحي وهو في حجرها صلي الله عليه وسلم , وقفت مع النبي صلي الله عليه وسلم بنفسها ومالها وضحت بكل ما تملك في سبيل الله وحبست في الشعب مع المسلمين
– من مناقبها رضي الله عنها
إن جبريل عليه السلام قال للنبي صلي الله عليه وسلم “أقرئ خديجة السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة” قال علي بن أبي طالب سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول “خير نسائها – أي الجنه – خديجة بنت خويلد ومريم ابنت عمران” كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتي يذكر خديجه وكان يوزع اللحم علي أصدقاءها وفاءاً وبراً لها ,توفيت في رمضان عن 65عاماً, ودفنت بالحجون ونزل صلي الله عليه وسلم في قبرها وحزن عليها حزناً شديداً حتي سمي هذا العام بعام الحزن .
نلتقي الجمعة القادمة بمشيئة الله تعالي مع زوجة أخرى من زوجات النبي صلي الله عليه وسلم , فإلى الملتقى إن شاء الله.