
محمد بن إبراهيم الشيباني:

زار الرئيس السنغافوري لي كوان يو الكويت عام 2006، ومعه مجموعة من وزرائه، ومن ضمنهم وزير الفكر، وألقى محاضرات آنذاك في الفكر والتعليم وإنشاء المدن العصرية.ولد رئيس سنغافورة عام 1923 وتوفي في 23 – 3 – 2015 عن عمر 91 عاماً حول ـ بفضل الله ـ من خلالها سنغافورة من دولة فقيرة بالغة الفقر والجريمة إلى بلد العلم والمعرفة والاقتصاد الناجح، بل إلى بلد القانون والالتزام، فكل من زار هذا البلد عرف مدى قوة تطبيق القانون من دون محاباة لأحد، مواطن أو غيره من السائحين أو رجال الأعمال والاقتصاد وغيرهم.«اصنعوا الإنسان قبل كل شيء»، هذه هي مقولته لشعبه، فقد حول البشر هناك إلى منتجين يحبون بلدهم، ومن دخل للفرد في عام 1960 435 دولاراً إلى 30 ألف دولار سنويا في عام 2002، ويعتبر هذا من أعلى المعدلات في العالم، وقفز الناتج المحلي من ملياري دولار عام 1960 إلى 87 مليار دولار اليوم.
يقول عن نفسه في بناء سنغافورة: الدول تبدأ بالتعليم، وهذا ما بدأت به عندما تسلمت الحكم في دولة فقيرة جدا، اهتممت بالاقتصاد قبل السياسة، وبالتعليم أكثر من نظام الحكم، بنيت المدارس والجامعات، وأرسلت الشباب إلى الخارج للتعلم، ومن ثم الاستفادة من دراساتهم لتطوير الداخل السنغافوري.
حنانيك هذا ما بدأت به الكويت أول ما استقلت في عام 1961 حتى عام 1980، ثم توقفت بعد ذلك عن التطوير والبناء والإنجاز، حيث دخلت في الجهاز الحكومي والتشريعي المحسوبية، وهو السعي إلى النهب من دون وجه حق على حساب الإخلاص والمواطنة الحقة القائمة على الولاء الحقيقي لا المصطنع، فمن يحب بلده لا يخنه، لا يغشه في صغيرة ولا كبيرة، لا يرتش، لا يخدع في عمله، سره مثل علانيته، ومع ما نملك من دين هو أعظم دين في الوجود، وهو الإسلام الرباني العظيم والعالمي الذي يصلح لكل زمان ومكان، لكننا لا نعمل به، ويأخذ غيرنا تعاليمه فيعملون بها وإن كانوا لا يدينون له.
لقد تقدمت الدول الصغيرة أمثال سنغافورة وماليزيا، وها هي دبي تسعى وراءها لأنها ربت المواطن على القانون وبدئ به من فوق الهرم ثم أمنوا المرافق له والخدمات فاستخدمها بالطرق الحضارية النظيفة التي ربي عليها، فأصبحت سنغافورة اليوم حديث الزائرين القادمين منها. والله المستعان.
• لي كوان يو ينصح.
«تغذية المواطنة في حياة الأفراد تبقى أساسية لبناء شعوب متحضرة. وان على الدول استغلال الموارد البشرية والطبيعية بشكل كامل لتحقيق النمو المتوازن والصحي». (القبس 2015/3/24)