منوعات

هدايا الجنة

موجز حماك:n4hr_14011573641

‘ الدنيا حلوة ‘ عبارة يستخدمها العامة في أوج تجليات التفاؤل والفرح، ولهذه الكلمة مصداق من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون”

إذا نظرنا إلى حال الإنسان في هذه الدنيا وجدناه لا يخلو من حال من هذه الأحوال الأربعة:

الأولى: أعطية نالها بسبب جهده ومثابرته .

الثانية: أعطية نالها بلا بذل سبب منه، إنما هي هبة من الله تعالى.

الثالثة: مصيبة أصابته بسبب كسله وتفريطه.

الرابعة: مصيبة أصابته أو خير فاته مع بذله السبب لاجتناب كل مضرّه متوقعة، وتحصيل كل منفعة ممكنة.

إذا نظرنا إلى هذه التقسيمات بنسب متساوية وجدنا الإنسان بيده التمتع بأعطيات الله في هذه الحياة بنسبة 75% وتبقى 25% هي النسبة التي يبذل الإنسان فيها السبب ولا يوفق.

إذا دققنا النظر وجدنا هذه النسبة القليلة 25% هي في حقيقتها أعطية في ثوب مصيبة، فهي تختبر صبره ورضاه عن رب العالمين، وتبصّره بحقيقة الدنيا ونقصها، وتمنحه تطهيرًا من الذنوب والخطايا ورفعة في الدرجات، وفرصة لمزيد من الثواب قد لا يناله بالنعماء والسراء، وتُطلعه على نفوذ أمر الله تعالى في شأن عباده وأنه لا رادّ لقضائه، ولا مانع لما أعطي، ولا معطي لما منع

هذه المصائب سماها ابن القيم رحمه الله (هدايا الجنة) وهي تسمية تحمل في طياتها إشراقات الفرح والغبطة بكل مصيبة , وما سلف من الخير والنعماء والفضل الذي منحه الله تعالى للمؤمن في هذه الدنيا لخّصه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ‘ عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له ‘

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى