آراءمحلي

القراوي: هل حقا نريد حكومة منتخبة؟

مطلق القراوي
مطلق القراوي

هل نريد حقا حكومة منتخبة؟

للإجابة عن هذا السؤال لابد أن نعرف أولا… ماذا نريد نحن المواطنين من الحكومة؟

سئل أحد العلمانيين الأتراك: لماذا صوت لحزب العدالة والتنمية؟ فأجاب بكل ثقة: إنهم من خلال التجربة أبلوا بلاء حسنا في ارتقاء وتطوير البلاد فقد سددت القروض وعمرت البلاد وارتفع اقتصادها وازدهرت صناعتها حتى أصبحت من الدول المتقدمة التي يشار إليها بالبنان.. فإذا كان دور الحكومة يساهم في توفير كل احتياجات الوطن والمواطن ويعمل على الارتقاء إلى ما هو أمثل دون توجيه أو إدارة من خارجها وإعطائها كل الصلاحيات والإمكانيات واستغلال كل الموارد المادية والبشرية لتعود الكويت زهرة الخليج كما كانت.. إذا وصلنا لهذا المستوى لا يضر أن تكون الحكومة منتخبة أو غير منتخبة فإننا نلتمس الحكمة من أي وعاء خرجت.

المشكلة فيما نعانيه اليوم هي عدم ترتيب المصالح.. فتارة نقدم المصلحة الخاصة على العامة.. وأخرى نؤخر العامة بعد الخاصة، والمهم أين محلنا من الإعراب في هذه المصالح؟

المخلصون في بلدنا كثيرون.. والعاملون بجد موجودون.. إلا أننا نرى البعض تقودهم المصالح وتحركهم الأموال وهم على رأس التشريع والقيادة.

يذكر الإمام الغزالي رحمه الله في الإحياء:

لا يغرنك من المرء قميص رقعه

أو إزار فوق كعب الساق منه رفعه

أو جبين لاح فيه أثر قد قلعه

أره الدرهم تعرف غيه أو ورعه

لقد كانت فيما مضى مكتسبات سياسية تميزت بها الكويت وكان يضرب بها المثل في هذا المجال.. ليس على المستوى الخليجي فقط بل الإقليمي والدولي.. أما الآن فإن هناك من ينتقدنا على الديموقراطية والحرية والانفتاح السياسي.. ليس حسدا بل إننا تجاوزنا في التطبيق وما كنا عليه، فانقلبت الآية من مدح الى ذم.

لقد تأسست الكويت وفق دستور عظيم يتوافق مع حاجة المجتمع على مر العصور… فهو الرادع لكل هذه المتغيرات كما هو صمام العملية السياسية الرائدة في بلادنا… فالأخذ به بحق فوز وتأويل مواده لاعتبارات خاصة خسارة فادحة.

نقلا عن الأنباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى