هل هو بر الآباء أم بر الأبناء؟!
كان ابن عمر يقول: “إنَّ الوالِد مسؤول عن الولَد، وإنَّ الولد مسؤول عن الوالد”؛ يعني: في الأدَب والبِرِّ
قال اللهُ تعالى في مُحكم التنزيل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].
ولقد َترجم البخاريُّ في الأدب المفرد: “باب بر الأب لولده”، وساق عن ابن عمر أنَّه قال: أسماهم اللهُ عزَّ وجل أبرارًا؛ لأنَّهم بَرُّوا الآباء والأبناء، فكما أنَّ لوالدك عليك حقًّا، كذلك لولدك عليك حقٌّ.
وقد عدَّها الإمام البيهقي شُعبةً من شعب الإيمان، قال رحمه الله: (باب في حقوق الأولاد والأهلين؛ وهي قيام الرَّجل على ولده وأهلِه، وتعليمه إيَّاهم من أمور دينهم ما يحتاجون إليه.
فإذا كان للآباء على الأبناء حق الطاعة في غير معصية الخالق عز وجل، والبر بهم والإحسان إليهم، فإذا وَفَّى بها الأبناء كانوا بارين بآبائهم وأمهاتهم، وإذا أخلوا بها كانوا عاقين لهما، فإن للأبناء على الآباء كثيرًا من الحقوق إذا ما وفوا بها كانوا بارين بأبنائهم وإذا أخلوا بها كانوا عاقين لهم أيضًا.
فما هي أهمُّ حقوق الأبناء على اﻵباء، وكيف نبرُّ أبناءنا؟
أهمُّها عشرة، وهي:
أولًا: اختيار الأمِّ الصَّالحة الطيِّبة ذات الأصل الطيِّب والخُلُق القويم:
لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((تُنكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفرْ بذَات الدِّين تربَت يداك)) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((تخيَّروا لنُطَفكم، وانكِحوا الأكْفاء، وأنكحوا إليهم)).
ثانيًا: اختيار الاسم الجميل؛ لأنَّه سيُنادى به بين النَّاس في الدنيا، ويُنادى به يوم القيامة:
فعن ابن عبَّاس قال: قالوا: يا رسولَ الله، قد علِمنا حقَّ الوالد، فما حقُّ الولَد؟ قال: ((أن يُحسن اسمَه، ويُحسن أدبَه)).
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى