منوعات

النبي صلى الله عليه وسلم يصفها بأنها نتنة !

مَرَضٌ اجْتِمَاعِيٌّ خَبِيثٌ، وَفَيرُوسٌ وَبَائِيٌّ فَتَّاكٌ، وَسَرَطَانٌ مُدَمِّرٌ لِلشُّعُوبِ، حَارَبَهُ الْإِسْلامُ حَرْبًا لَا هَوَادَةَ فِيهَا؛ لِأَنَّ عَوَاقِبَهُ وَخِيمَةٌ، وَنَتَائِجَهُ خَطِيرَةٌ، إِنَّهُ الْعَصَبِيَّةُ، وَالْقَبَلِيَّةُ، والْعُنْصُرِيَّةُ، والطَّبَقِيَّةُ، وَالْإِقْلِيمِيَّةُ، وَالْحِزْبِيَّةُ، وَالنَّعْرَةُ الْجَاهِلِيَّةُ.

إنَّ التَّعَصُّبَ الْقَبَلِيَّ الْمَذْمُومَ هُوَ أَنْ يَعْتَقِدَ الْإِنْسانُ أَنَّهُ أفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِ؛ بِسَبَبِ لَوْنِهِ أَوْ جِنْسِهِ، أَوْ نَسَبِ قَبِيلَتِهِ، هَذِهِ الْعَصَبِيَّةُ لَمْ تَدْخُلْ فِي مُجْتَمَعٍ أَوْ وَطَنٍ إلَّا فَرَّقَتْهُ، وَلَا فِي عَمَلٍ صَالِحٍ إلَّا أَفْسَدَتْهُ، وَلَا فِي كَثِيرٍ إلَّا قَلَّلَتْهُ، وَلَا فِي قَوِيٍّ إلَّا أَضْعَفَتْهُ، وَاللهُ -تَعَالَى- بَيْنَ أَنَّ النَّاسَ جَمِيعًا مُتَسَاوونَ، خُلِقُوا مِنْ تُرَابٍ، وَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ، وَجَعَلَهُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ، وَجَعَلَ شَرْطَ التَّمَيُّزِ فَقَطْ هُوَ التَّقْوَى لَهُ سُبْحَانَهُ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13]

وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على فتيين أحدهما أنصاري والآخر مهاجري لما تلاحيا ونادى أحدهما: يا للمهاجرين، ونادى الآخر يا للأنصار فقال صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» رواه البخاري.

لو تفكرنا في معنى كلمة (منتنة) ولو لدقائق فقط سندرك أن معنى كلمة نتن والنتانة هي الجيفة أو الشيء المتعفن الذي لا يستطيع الإنسان الاقتراب منه. والشيء المتعفن هو المتهالك الفاسد الذي لا جدوى منه وهو تشبيه منفر من هذا السلوك فلو شعر كل عنصر بعلوه على العنصر الآخر لتعفنت العلاقات بين الناس.

 وليت شعري إذا كان التحزب والعصبية للمهاجرين والأنصار مذموما إن تسبب في تفرقة الأمة، وتشرذمها وبث العداوة والبغضاء بين أبنائها، فأي وصف يصدق على العصبية العمياء لطائفة أو مذهب أو جنس أو جنسية أو لون عشيرة أو قبيلة أو غير ذلك.

الخلاصة:

كل دعوى للعصبية، كل يسبب يفرق الأمة ويشرذمها، وينشر العداوة والبغضاء بين أبنائها فهي أمر مذموم، وإرث من إرث الجاهلية، ونزغة من نزغات الشيطان، حتى لو كان ذلك من قبيل الانتساب للقب شريف ومعنى فاضل محمود؛ فما بالنا إن كان دوافعه غير ذلك من أمور مذمومة وأخلاق ممقوتة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى