الصحوة الاجتماعيةمنوعات

وسائل التواصل.. آداب وأحكام

العلاقة مع مواقع وأجهزة التواصل الاجتماعي يجب أن تخضع لرقابة ذاتية، والمؤمن الذي تكوّنت شخصيته على تقوى الله وخشيته يجب أن يراعي التقوى في استعمال هذه اللغة التواصلية.

كما أن تبادل العلاقة بين البشر يجب أن يخضع لضوابط الدين والقيم والأدب والأخلاق ، ليتمّ استثمارها في مجالات الخير والصلاح وتماسك الأسرة والأمة والحفاظ على أمنها واستقرارها، ومن هذه الآداب:

1- مراعاة أمانة الكلمة واستحضار مراقبة الله تعالى عند النشر، والتغريد، لأن الكتابة مسؤولية وأمانة، يقولُ الرسول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّم» صحيح البخاري: 6478

ويقول الشاعر:

وللصمتُ خيرٌ من كلامٍ بمأثمٍ

فكنْ صامتًا تسلمْ وإِن قلتَ فاعدلِ

2- تحرّي الصّدق في الكتابة والدّقة في نقل المعلومة، لأن المعلومةَ عبر هذه الوسائل تصلُ إلى الناس بسرعة البرقِ، قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدًى، كان له من الأجرِ مثلُ أجورِ من تبِعه، لا يُنقِصُ ذلك من أجورِهم شيئًا. ومن دعا إلى ضلالةٍ، كانَ عليهِ من الإثمِ مثلُ آثامِ من تبِعه، لا يُنقِصُ ذلك من آثامِهم شيئا» صحيح مسلم: 2674

3- التأكد من الأحكام الشرعية وصحّة الأحاديثِ قبل نَشْرها بالرجوع إلى أهل العلم أو المواقع الموثوقة والمتخصّصة، مثل موقع هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، ومواقع لبيان درجة الحديث كالدرر السّنية الحديثية، وملتقى أهل الحديث وغيره من المواقع المعتمدة.

3- الاجتناب عن المبالغات وتضخيم الأحداث، حيث إن بعض الناس من عادتهم تضخيمُ الشيء وتكبير الحدث البسيط من دون تأكيد من جهة مسؤولة، وذلك حرصا على السبق الإعلامي كما يقولون، وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك في قوله: «كفى بالمرءِ كذبًا أنْ يحدِّثَ بكلِّ ما سمِعَ» الألباني، صحيح الجامع:4482

4- التجنب من الوقوع في الرياء والسُمعة والتفاخر وتمجيد النّفس خلال استخدام هذه الوسائل، وعدم الاغترار والتباهي بالتعليقات المادحة، والثناء المبالغ فيه، والمدح الكاذب، أو كثرة المتابعين فكلّهم سيكونون شهداء لك أو عليك.

5- عدم الانشغال عن أداء الطاعات والعبادات باستخدام هذه الوسائل خلال مناسك العمرة والحج وغيرهما من العبادات، فمثلا يرى مجموعة من الحجاج في يوم عرفة حيثُ يعتق الله الرقاب من النار، منشغلين بالتصوير والتغريدات ومشاركة صورهم عبر الفيس بوك والتويتر والانستغرام والتليغرام وأخواتها، كما أنه يُرى وللأسف كثير من الشباب في المساجد منشغلين عن المصاحف بالأجهزة الذكية أو الغبيّة إن صحّ التعبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى