
أ. د. هشام العوضي:
طبيعي أن تكون في أي مجتمع أجيال تعيش برؤى مختلفة عن الحياة والعمل، ولكن المشكلة عندما تتسع الفجوة بين الرؤى، وبطريقة لا نستطيع ردمها. الجيل القديم يثق ويقدّس سلطة المدير، والوزير، واعضاء مجلس الإدارة. والجيل الجديد يحترم، ولكن لا يخضع. وينظر الجيل القديم إلى الوظيفة على انها واجب وأداة لكسب العيش والاستقرار المهني. والجيل الجديد ينظر الى الوظيفة على أنها فرصة للمتعة والإبداع واكتساب المهارات.

طبيعي أن تكون في أي مجتمع أجيال تعيش برؤى مختلفة عن الحياة والعمل، ولكن المشكلة عندما تتسع الفجوة بين الرؤى، وبطريقة لا نستطيع ردمها. الجيل القديم يثق ويقدّس سلطة المدير، والوزير، واعضاء مجلس الإدارة. والجيل الجديد يحترم، ولكن لا يخضع. وينظر الجيل القديم إلى الوظيفة على انها واجب وأداة لكسب العيش والاستقرار المهني. والجيل الجديد ينظر الى الوظيفة على أنها فرصة للمتعة والإبداع واكتساب المهارات.
ويؤمن القديم بأن الخبرة، أي «الأقدمية»، هي الطريق الشرعي للتدرج الوظيفي، ويؤمن الجديد بأن العالم يتغير بسرعة، والخبرة مفيدة، ولكن أحيانا مُربكة ومُعيقة، ويقدّر القديم اللباقة و«الذرابة» في التعامل والتعبير عن الرأي، ويعتبرها الجديد مداهنة، ويفضّل الصراحة والمباشرة، ويرى القديم العدالة في مساواة التعامل مع الجميع وتطبيق اللوائح والقوانين، ويعتبر الجديد أن العدالة في روح القانون التي يجب أن تأخذ في الاعتبار اختلاف الأفراد.
والبقاء للأقوى، والأقوى هو الجيل الجديد شئنا أم أبينا، لأن المستقبل له، وهو الذي سيشكّل مستقبل التعليم والتوظيف. وطبعا سيصبح الجيل الجديد يوما قديما، ويخلفه جيل اجدد منه، وهذه سنّة الحياة. فلا نفاضل بين جيل وجيل، ونقول ان هناك جيلا رائدا وجيلا فاسدا، ولكن أن نتقبل أنها سنّة الحياة، ونتقبل اختلاف الزمن والعقلية، ونرى كيف نستفيد من امكانات ومزايا الجميع، بطريقة تخدم المجتمع.
فالعالم يتغيّر، والذكي الذي يستفيد من فرص التغيير، ولا يحكم على الآخرين ويقيّم أزمانهم. وجيد أن استقطاب الشباب موجود في الكويت في المناصب القيادية وغيره، ولكن يجب أن يحدث بوتيرة اسرع وبدرجة أكبر، فتكون لهم مساهمة أوضح في صياغة مناهج التعليم، بحيث التركيز على التفكير أكثر من الحفظ، والمغامرة أكثر من «ليس بالإمكان أبدع مما كان»، وتكون لهم مساهمة في وضع سياسة التوظيف، بحيث التركيز على الرغبة والإبداع، وليس على مجرد حجم الراتب والبرستيج الاجتماعي.
فالعالم يتغيّر، والذكي الذي يستفيد من فرص التغيير، ولا يحكم على الآخرين ويقيّم أزمانهم. وجيد أن استقطاب الشباب موجود في الكويت في المناصب القيادية وغيره، ولكن يجب أن يحدث بوتيرة اسرع وبدرجة أكبر، فتكون لهم مساهمة أوضح في صياغة مناهج التعليم، بحيث التركيز على التفكير أكثر من الحفظ، والمغامرة أكثر من «ليس بالإمكان أبدع مما كان»، وتكون لهم مساهمة في وضع سياسة التوظيف، بحيث التركيز على الرغبة والإبداع، وليس على مجرد حجم الراتب والبرستيج الاجتماعي.