وليد الأحمد:
قرار شجاع صدر الأسبوع الماضي يستحق أن نلقي عليه الضوء بعد أن لاقى استحسان الغالبية في حين القلة (زعلت) وأرادت أن تسجل اسمها ضمن المعترضين!
كان ذلك هو القرار الموفق الصادر من مدير منطقة العاصمة الصحية د. طارق الجسار الملزم لاحتشام الطبيبات والموظفات في الملبس والمظهر بعد ان وصلت التجاوزات الأخلاقية الى اللباس الفاضح من قبل البعض بالوشم والمكياج الصارخ مع العطورات التي تجعل المراجعين يعتقدون أن البعض منهن قدمن الى حفل زواج لا مكان تمارس فيه أعظم المهن الانسانية!
مع الاسف الجمعية الطبية الكويتية بدلا من أن تثني على هذا القرار (طلعت عرض) لتثبت وجودها برفض القرار والقول بأنه يجب ألا نشكك في الكادر الطبي والموظفات وغيره من الكلام النظري والمرسل والمدغدغ للعواطف وكأننا نعيش في دولة افلاطون الفاضلة التي افترضها الاخير من وحي خياله!
ولعل من المضحك ان يقول لنا الأمين العام للجمعية إن الجمعية ترفض هذا التدخل في سلوك عضواتها، والتشكيك في مهنية واحتشام الطاقم الطبي وكأن مجتمعنا مجتمع ملائكي لا يوجد به المنحرف والمنافي للاخلاقيات، أو أن قرار مدير منطقة العاصمة الصحية جاء من باب حب الانتقام من الكادر الطبي أو عداء للموظفات لا من أجل ترتيب البيت الطبي الذي حاله حال غيره من القطاعات الحكومية به الـ(زين) وبه الـ(شين)!
المصيبة ان مثل هذه القوانين الجميلة تصدر بنوايا مخلصة وتقابلها نوايا مشككة وطاعنة من باب تدعيم الحرية الشخصية وقاعدة (كل واحد وكيفه)، ومع ذلك لا يلتزم بها أحد ولا يطبق القانون!
هل تذكرون قانون اللباس المحتشم الذي اعتمدته لجنة العمداء في جامعة الكويت في مايو من العام 2010 والذي ينص على عدم جواز لبس الطالب أو الطالبة لملابس مثل الشورت والتنورة القصيرة ووضع السلاسل باليد والرجل والرقبة داخل الحرم الجامعي… هل هو مطبق اليوم على ارض الواقع وهل تتم معاقبة مخالفيه؟!
نقول للمشككين والمرددين لنغمة حقوق الانسان والحرية الشخصية الباطلة… حججكم مردود عليها واهواؤكم في جعل البلاد يعج بالانحلال الاخلاقي كما نشاهده اليوم في المجمعات التجارية والطرقات والشقق السكنية… لن نسمح به ولن نترككم تعبثون في أخلاقيات المجتمع رغم عدم تطبيق تلك القوانين!
****
على الطاير:
– نختم سطورنا بالقول لمن يعترضون على قوانين الاحتشام في زمن زادت به الفواحش والانحلال الاخلاقي… قال تعالى في سورة النور (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) الاية(19).
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله نلقاكم!
