حماك||محمد عبد المحسن
مع تعذر الوصول لاتفاق بشأن إنفاذ هدنة إنسانية في غزة، جراء تعنت الاحتلال الإسرائيلي في رفض مساعي تقريب وجهات النظر مع حركة حماس، يواصل جيش الاحتلال استعداداته لاجتياح مدينة رفح، الواقعة على الحدود مع مصر، برغم تجديد السلطات المصرية رفضها لتلك الخطوة، التي قد تدفع النازحين في المدينة، وعددهم يتراوح بين 1,3 مليون و1,5 مليون شخص، إلى اقتحام الحدود المصرية.
وكان الجنرال نمرود شيفر، رئيس دائرة التخطيط الأسبق في هيئة الأركان العامة ورئيس أركان سلاح الجو السابق، قد أفاد بأن حكومة نتنياهو يتعين عليه الحصول على إذن أمريكي، قبل اجتياح رفح، قائلا “كبار المسؤولين بالجيش الإسرائيلي يعلمون أن القوات العسكرية الإسرائيلية لن تقاتل في رفح إذا قال الأمريكيون لا”.
أما عن أبرز دوافع الاحتلال للإصرار على تنفيذ عملية رفح، فقد نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريرا يعدد تلك الدوافع، وفي مقدمتها القضاء على حماس بالكامل، كما صرح بنيامين نتنياهو بقوله “لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس دون الدخول إلى رفح والقضاء على المقاتلين هناك”. ففي اجتياح رفح ما سيمكّن الاحتلال من تقطيع أوصال حماس، ومنع تهريب الأسلحة لها من المنطقة الحدودية مع مصر، وقد قال داني أورباخ، المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس، إن “السيطرة على رفح أمر حيوي إذا أرادت إسرائيل إحباط التمرد الذي تقوده حماس في غزة، على حد وصفه. لا يمكن للتمرد أن يتكثف إلا عندما يكون لديه ملاذات آمنة”.