آراء

المطوع:الإسلام منبع الديمقراطية

بقلم/ مبارك المطوعمبارك المطوع

حرية الرأي تكفلها الدساتير و هو مبدأ عظيم بلا شك و ربما تقوم عليه الحياة السياسية أحيانا،الديمقراطية في حد ذاتها نعتبرها نوع من أنواع حرية الرأي و النظم الديمقراطية منتشرة الآن .

واجب الديمقراطية إن تتيح للإنسان حرية الرأي و الشواهد كثيرة في الإسلام في أيام النبي عليه الصلاة و السلام و استماعه لصحابته ، أبي بكر و عمر وباقي الصحابة لذا سنقف عند أمر الله بها في قوله تعالى

(و شاورهم في الأمر ) و (أمرهم شورى بينهم )

فهو أمر من الله تعالى موجه إلى نبيه الكريم يعني استمع إلى رأي الآخرين و هذا ما كان يفعله النبي عليه الصلاة و السلام و الأمثلة كثيرة جدا .

نذكر منها عندما كان المسلمون في مواجهة وضع صعب عليهم لأول مرة في غزوة بدر السنة الثانية للهجرة ،و قريش ذات الغلبة ذات الجيش و الصيت و العرب يتبعونها و النفوذ كله كان بيد قريش ،و كانت هذه حربا سياسية بمعنى الكلمة و ليست مجرد حرب دينية لاختلاف العقيدة إن كانت التوحيد أو الشرك ، إنما أيضا حرب النفوذ ، على التجارة و طرقها و لما جاء الجيش ليمنع قطع الطريق على التجارة و يؤدب الذين هددوا تجارة أبي سفيان .

و لنقف عند اختيار المكان في الحرب كمثال ، جاء الرسول عليه الصلاة و السلام ليختار و قرر مكانا  ما و  كان بين العدوى الدنيا و العدوى القصوى ،جاء احد الصحابة و هو الخباب بن المنذر و قال يا رسول الله اهو منزل انزله الله أم انه الحرب و المكيدة و الشورى ؟؟

قال الرسول عليه الصلاة و السلام بل هي الحرب و المكيدة و الشورى ، قال يا رسول الله أنا أرى أن نأخذ الموقع قرب البئر  لصفنا و نردم باقي الآبار ، نلاحظ هنا أن صحابيا  واحدا هو الذي أعطى الرأي ، و انطلقت حرب كاملة من هذا الموقع الذي أشار إليه و كان النصر و الغلبة للمسلمين ساهم فيها رأي هذا الصحابي .

مهم أن تأتي بالرأي و الحرية لتستطيع أن تعيش الديمقراطية و تتبادل الرأي و لا يحظر عليك و لا تعاقب و لا تهان و لا تمتهن ، لمجرد انك أبديت رأيا،ففحوى الديمقراطية اعتقد أن الإسلام هو الذي جاء به بهذه الصورة و لا ما معنى (أهل الحل و العقد) هم فئة معينة من الصحابة ، من الناس ، من أفضل القوم ، و من زعماء القبائل و هم الذين يتخذون القرار فيما بينهم فيتخذون الرأي بهذه الطريقة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى