آراءمحلي

المعوشرجي :الله أمر بالستر

مبارك مزيد المعوشرجي :مبارك مزيد المعوشرجي

يخطئ من يظن بأننا يمكن أن نحافظ على خصوصياتنا كشعب متمسك بتقاليده، في زمن سهل التواصل فيه مع العالم أجمع على مدار الساعة بأسهل الطرق والوسائل، دون كلفة تذكر، فنرى ونسمع دقائق الأمور الخاصة والعامة للناس في آن واحد دون رقابة وبالصوت والصورة، وبنقل حي مباشر على الهواء، ومن يعتقد بأنه يمكن فرض رقابته على أسرته وخصوصاً الصغار والمراهقين منهم فلا يفقه في علم النفس والتربية شيئاً، خصوصاً إذا ترك وسائل التواصل الذكية المطورة جداً بين أيديهم دون متابعة وتدقيق.

لذا أصبح لدينا نوع من الجرائم المستحدثة سميت بالجرائم الإلكترونية، وما أن يقوم مراهق أو مراهقة بمحاولة لجذب الانتباه يبث شريطا أو صورا مثيرة أو خارجة عن الذوق العام في وسائل التواصل الاجتماعي حتى تهمل وزارة الداخلية الآلاف من المطلوبين للعدالة والمخالفين للإقامة بالشوارع دون محاولة للقبض عليهم، وتشكل الفرق بقيادة رتب عالية للبحث عن هذا الشباب الطائش واعتقاله، وما أن تتعرف عليه حتى تقوم بعمل كمين له أمام منزل ذويه وتلقي القبض عليه، وتلك كما يقول إخواننا المصريون «فضيحة بجلاجل»، قد تؤدي إلى أذى هذا المراهق أو قتل هذه المراهقة أو إصابتها بعاهة مستديمة وتدخل الجاني إلى السجن.

ولو أن وزارة الداخلية قامت مشكورة بالاتصال بهدوء وبسرية بذوي ذاك الشاب أو الشابة واستدعائه، وجعله يكتب تعهدا بعدم تكرار ذلك والحرص على عدم تسرب هذا الخبر للإعلام، الذي يفرح بهذا النوع من الأخبار، التي تزيد في نسبة المشاهدين والقراء، كما كان الأمر أيام الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله طيب الله ثراه عندما كان وزيراً للداخلية، ما حصل كل هذا الضجة، فليس من الحكمة ولا العدل الطريقة التي تعاملت معها وزارة الداخلية في الحالات التي نشرتها الصحف المحلية مؤخراً.

والله يستر على هؤلاء البنات من الأذى وأسرهم من الفضيحة.

إضاءة:

خالص العزاء للدكتور وجدي محمد شرف وأسرته لوفاة والدهم المغفور له بإذن الله تعالى محمد سعيد شرف، و (إنا لله وإنا إليه راجعون).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى