آراءمحلي

الهداد: اعزلوا النفط عن السياسة

عبد الرحمن الهداد
عبد الرحمن الهداد

القطاع النفطي في الكويت بنى سمعة عالية وجيدة، ولديه تأثير قوي في السوق العالمي، وازداد تأثيره أكثر بعد الاحتقان السياسي في دول الإقليم والحروب والدمار الاقتصادي الذي أنتجه الربيع العربي. وزيادة قوته وازدياد تأثيره لن يستمرا طويلاً، فيجب ان يستفاد من الوضع الراهن. والاستفادة هنا تكمن في الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية التي نحن نمتلكها الآن، وقد توافرت لدينا الفرص للانتقال إلى العالمية الحقيقية وتحقيق رؤى الكويت عاصمة النفط، وذلك عن طريق عزل القطاع عن السياسة والفساد اللذين يعومان ويسبحان في البلد، فإن تمكن هذا الفساد وتدخل الفشل السياسي في هذا القطاع وتمكن منه «لا طبنا ولا غدا الشر» فلن نستفيد من الفرص المتاحة للمضي في المشاريع التي ستحقق لنا تلك الرؤى.

العزل هو المطلوب نعم وليس التخصيص، فليس هناك سوق عادل للتخصيص في الكويت برأيي. والقيادات النفطية قادرة وتستطيع ان تعزل هذا القطاع لكي لا يتأثر اكثر بالسياسة الداخلية وعليها انقاذ القطاع من الاضطرابات والامراض التي من المتوقع ان تصيبه وتقضي عليه.

إذا كان يستصعب علينا إيجاد مخرج اقتصادي عوضاً عن النفط في الوقت الحالي لأسباب منها اننا دولة صغيرة ومحدودة الموارد، إذاً يجب علينا التوسع فيما نحن فيه. فمثلاً النفط كمورد طبيعي يمر بثلاث مراحل وهي النفط الخام ثم التكرير ثم البتروكيماويات. القطاع النفطي في الكويت رائد في المرحلتين الاولى والثانية، وهو في القمة، واستناداً الى الفرص التي لدينا، كما ذكرنا في السطور الاولى، فلمَ لا نتوسع بإنشاء شركات البتروكيماويات؟! فـقطاع البتروكيماويات هو القطاع الرابح وهو المستقبل الاقتصادي. هل نسينا انه في الأزمة الاقتصادية السابقة كانت البتروكيماويات من الشركات القليلة التي تأثرت قياساً بغيرها من الشركات والقطاعات؟

ولا ننسى اننا خسرنا صفقة الداو التي كانت من دورها ان تحقق الرؤى المنشودة لمستقبل الكويت في قطاع النفط والصناعات البتروكيماوية لأسباب سياسية وديموقراطية سيئة. فلمَ لا نعوض هذه الصفقة بإنشاء شركات للبتروكيماويات في الكويت ونحن نمتلك خبرة كبيرة في مجال النفط؟ ويجب ان نستفيد من التجربة السيئة من تأثير السياسة في المشاريع النفطية وإلا يصبح تحقيق تلك الرؤى نسجاً من الخيال.

أملنا كبير في مسؤولي القيادات النفطية، ونحن نعلم تماماً ان قدراتهم كبيرة جداً، وهم أيضاً يجب ان يعلموا انهم مسؤولون عن سلامة القطاع النفطي في عزله عن المهاترات السياسية والفشل العارم في البلد في اغلب دوائره، فهم المخولون في هذا القطاع ليبعدوه عن الانحراف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى