
في مقال نشرته مجلة “ذا نيشن” (The Nation) الأميركية الأسبوعية أكد أكاديمي أميركي أن المسلمين في الولايات المتحدة لطالما عانوا منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 وما قبله مرارة التمييز وجرائم الكراهية و”شيطنة” دينهم.
وكتب خوان كول أستاذ التاريخ في جامعة ميشيغان في مقال له بالمجلة تحت عنوان “نفاق الإسلاموفوبيا الأميركية” أن نصف الأميركيين المسلمين الذين جرى استطلاع آرائهم خلال العام الأول من رئاسة دونالد ترامب أكدوا تعرضهم لنوع من أنواع التمييز.
وبغض النظر عما إذا كانت تلك الفئة تقيم بشكل مريح في صلب المجتمع الأميركي فإن أفرادها ظلوا قيد “الرقابة المكثفة وغير الدستورية في كثير من الأحيان”.
نفاق بمكافحة “الإرهاب”
وعلى النقيض من ذلك، فخلال العقدين الماضيين تركت وزارة العدل الأميركية في أغلب الأحيان العنصريين البيض العنيفين وشأنهم رغم أنهم شنوا هجمات “إرهابية” على الأراضي الأميركية أكثر من أي جماعة أخرى.
ونقل الكاتب عن دونيل هارفن -الذي ترأس جهاز الأمن الوطني والاستخبارات لحكومة مقاطعة كولومبيا في الفترة التي سبقت هجوم أنصار ترامب على الكونغرس يوم 6 يناير/كانون الثاني 2021- قوله لقناة “إن بي سي نيوز” (NBC News) إن مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” (FBI) ووزارة الأمن الوطني بديا غافلين تماما عن خطط جماعات العنصريين البيض لمنع التصديق على فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية رغم وجود الكثير من البينات على وسائل التواصل الاجتماعي بأنهم يعملون على إدخال أسلحة إلى مبنى الكابيتول.
ويقارن الكاتب بين معاملة نفس الأجهزة تلك للمتطرفين البيض وما فعلته بالمسلمين الأميركيين “المسالمين بشكل واضح”.
وفي ذلك تقول سحر عزيز أستاذة القانون بجامعة ولاية نيوجيرسي إن العديد من الأميركيين البيض ينظرون للمسلمين ليس على أنهم مجرد جماعة دينية بل مجموعة عرقية، ووضعوها في أدنى درجات التسلسل الهرمي العرقي في الولايات المتحدة.
وتضيف أن الرئيس السابق دونالد ترامب قاد حملة في 2016 لتسجيل جميع الأميركيين المسلمين في قاعدة بيانات، وسن مراقبة واسعة النطاق على المساجد، وربما لطرد المسلمين من البلاد.
ثمة حقيقة قلما يُعترف بها في الولايات المتحدة ألا وهي أن المسلمين يشكلون “خيطا بارزا يمتد لزمن بعيد في النسيج الأميركي”، وفقا لكاتب المقال الذي يؤكد على أن اليهودية والمسيحية والإسلام جميعها نشأت على تخوم الإمبراطورية الرومانية بين القرنين الأول والسابع الميلاديين.
وجميع تلك الديانات تؤمن بإله واحد، وتحرِّم قتل النفس والسرقة والجرائم العنيفة الأخرى، ولا يرى خوان كول أسبابا موضوعية تجعل الولايات المتحدة تعترف بالديانتين الأولى والثانية وتنكر شرعية الثالثة (الإسلام).