Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صورة و خبر
أخر الأخبار

صدر حديثا: كتاب "بناء الهيكل الثَّالث برماد البقرة الحمراء على أنقاض المسجد الأقصى...النُّبوءات الكتابيَّة في مواجهة الوعد القرآني"

حماك||محمد عبد المحسن

يشترك الصَّهاينة من اليهود والمسيحيين في الإيمان بأنَّ بناء الهيكل الثَّالث يشكِّل نقطة انطلاق أحداث آخر الزَّمان، باندلاع معركة هرمجدون المقدَّسة، ثم الظُّهور الأوَّل للمسيَّا، وفقًا لاعتقاد اليهود، والمجيء الثَّاني للمسيح، كما يؤمن المسيحيون، بعد انقضاء سنوات الضِّيق العظيم، أو المحنة الكبرى. من ثمَّ، يُطلق على الهيكل الثَّالث اسم “هيكل المحنة”؛ لأنَّه سيشهد تعرُّض اليهود لمقتلة عظيمة، سيهلك خلالها ثلثهم، ويتعرَّض الثُّلث الباقي لبلاء عظيم. وبرغم ذلك، يكثِّف اليهود والمسيحيون مساعيهم لتأسيس الهيكل الثَّالث، على أنقاض الْمَسْجِد الْأَقْصَى المبارك، في تحالُف يبذل فيه الصَّهاينة المسيحيون الجهد الأكبر. ولعلَّ أبرز جهد للصَّهاينة المسيحيين في هذا السِّياق إصدار إدارة الرَّئيس الأمريكي السَّابق، دونالد ترامب، المنتمية إلى اليمين المسيحي الأصولي، وثيقة صفقة القرن بما يضمن إطلاق يد اليهود في موقع الْمَسْجِد الْأَقْصَى، بوصفه أكثر البقاع قداسة في عقيدتهم، في مقابل كونه ثالث المساجد قداسة عند المسلمين.

في ضوء تعاليم الفيلسوف والقبَّالي والمفسِّر التَّوراتي الإسباني، موشيه بن نحمان، المستقاة من الرِّسالة التُّلموديَّة للسَّنهدرين (20ب)، فإنَّ عودة اليهود إلى الأرض المقدَّسة لا بدَّ وأن تليها ثلاث خطوات ضروريَّة، هي ثلاث خطوات أساسيَّة مسْح ملِك، والقضاء على نسل العماليق من عرب فلسطين، وتأسيس الهيكل، بالإضافة إلى حيازة أرض إسرائيل التَّاريخيَّة المزعومة بالكامل، امتثالًا لأمْر الرَّبِّ في العهد القديم. يعني ذلك إقصاء كافَّة الأمميين عن الأرض المقدَّسة باتِّباع كافَّة الطُّرق المتاحة، ولو باستخدام القوَّة، خاصَّةً مع وجود مبرِّرات لذلك من العقائد اليهوديَّة، منها أنَّ الأمميين لا ينطبق عليه التَّحريم التَّوراتي للقتل؛ لأنَّهم ليسوا من البشر، إنَّما هم حيوانات خُلقت في صورة بشريَّة، بينما البشر هم اليهود وحدهم الَّذين خُلقوا في صورة الرَّبِّ، ويتمتَّعون بصفات إلهيَّة.

تابع الموقع على منصة إكس

عجزت الصُّهيونيَّة الدِّينيَّة المسيانيَّة، الَّتي ظهرت بعد انقضاء دور الصُّهيونيَّة السِّياسيَّة بعد إعلان دولة الاحتلال رسميًّا في 15 مايو 1948م، عن تحقيق الرُّؤية المسيانيَّة، برغم نجاحها في تكثيف نشاطها الاستيطاني التَّوسُّعي، وإصدار إباحة شرعيَّة لدخول اليهود إلى منطقة هضبة موريا، موقع الْمَسْجِد الْأَقْصَى الَّذي يطلق عليه اليهود جبل الهيكل، برغم عدم توفُّر شرط التَّطهُّر، عام 1996م، من قِبل لجنة يشا لحاخامات الضَّفَّة الغربيَّة وغزَّة. على ذلك؛ بدأ أقطاب الحركة في الدَّعوة إلى تأسيس نظام ثيوقراطي شمولي يستند إلى الشَّريعة اليهوديَّة (الهالاخاه)، يصطلح تسميته بثيوقراطيَّة ما بعد الصُّهيونيَّة، من خلال إحياء الملَكيَّة الدَّاوديَّة التَّوراتيَّة، على أمل تصحيح أخطاء الحكومة العلمانيَّة، وأبرزها التَّخلِّي عن أجزاء من أرض إسرائيل التَّاريخيَّة، والسَّلبيَّة في مسألة بناء الهيكل الثَّالث وإقصاء الفلسطينيين عن أرض إسرائيل.

رابط الكتاب

 ولمحوريَّة مكانة الهيكل في المعتَقد الدِّيني لليهود، تجري المحاولات على قدم وساق لتأسيسه، بعد العثور، بمساعدة منظَّمات الصُّهيونيَّة المسيحيَّة، على خمس بقرات حمراوات أواخر عام 2022م، من المتوقَّع أن تفي ولو إحداها بالشُّروط التَّوراتيَّة للبقرة المفترض ذبْحها وحرْقها للتَّطهُّر برمادها، قبل الشُّروع في بناء الهيكل. ولا يُستبعَد اندلاع حرب دينيَّة في المنطقة العربيَّة، في إطار تنفيذ مخطَّط إتمام عمليَّة خلاص اليهود، بظهور المسيَّا، والمفارقة أنَّ اليهود أنفسهم يسعون لإشعال تلك الحرب، ظنًّا منهم أنَّها ستنتهي بظهور مخلِّصهم. غير أنَّ الوعد القرآني في مُحكم آيات الله تعالى، ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ [سورة الإسراء: 7]، يدحض ذلك الظَّنَّ، ويبشِّر بهلاك اليهود، كما هلك أسلافهم عند تدمير الهيكلين الأوَّل (587 ق.م.)، والثَّاني (70م).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى