
زوجي الحبيب لماذا تهرب مني ؟
أحسب أنك سترد قائلاً : ولماذا تحسبين أنني أهرب منك ؟لكنني أعلم يقيناً أنك لا تريد مجالستي ولا محادثتي . أجدك تكتفي بكلمات قليلة إذا أردتَ مني شيئاً . وحين أحاول أن أستغل طلبك هذا لأجعل منه مادة لتبادل الحديث .. فإنك تسرع إلى إنهائه بكلمات قليلة أخرى ثم تخرج من البيت أو تشغل نفسك بأي عمل ترجوني فيه ألا أقاطعك ، مثل قراءتك في كتاب ، أو متابعتك برنامجاً تلفزيونياً .
لا أدري لماذا تكره محادثتي ، وتنفر من الجلوس معي ؟! لعلي لا أختار موضوعاً يهمك الحديث حوله ، أو لأنني أطلب منك إحضار ما نحتاجه قبل بدئي بالحديث فتحسب أن محادثتنا كلها ستدور حول حاجات البيت ومشكلات الأبناء .
أدرك الآن أنني كنت أخطئ أحياناً في اختيار ما أبدأ به حديثي فأجعلك تنفر مني ومن أحاديثي .
وأدرك أيضاً أنني كنت أكثر من نصحك وتنبيهك إلى أمور بأسلوب مباشر قد يظهر فيه الانتقاد ويغلب عليه اللوم .
ها أنا اعترفت ببعض أخطائي ، وإني أعدك بتصحيحها ، فأرجو منك أيضاً أن تصحح خطأ انصرافك عني وهربك من محادثتي والجلوس معي .
أرجوك أن تهتم بهذا وتحرص عليه ، فنحن النساء نحب كثيراً من ينصت إلينا ، ويتفاعل مع أحاديثنا ، حتى وإن لم تكن أحاديثي تهمك .
أرجوك أن تنصت إليَّ ، وأعدك بأن أنصت إليك أنا أيضاً ، فلا شك في أنك تحتاج مني أن أنصت إليك . ولعل هذا أيضاً من أسباب سأمك مني فقد كنت أريدك منصتاً إلي دون أن أحرص أنا على الإنصات إليك .
أعلم أنك ؛ مثل كثير من الرجال ، تجد أحاديثي فارغة ، ولا تحظى باهتمامك ، لكن ؛ ألا يكفي أن مشاركتك لي همومي ، وتفاعلك مع أحاديثي ، يريحني ويسعدني ؟!
وكن واثقاً من أن ما سيتحقق لي من راحة وسعادة في محادثتك لي ستكون له آثاره الإيجابية الطيبة نحوك ، من طاعة وحب واهتمام ورعاية وعطاء .
أعطني القليل من إنصاتـك واهتمامك ومحادثتك .. وخذ مقابله الكثير من حبي وخدمتي وطاعتي .