الخشوع في الصلاة

قالَ اللهُ تعالى: ” لَوْ أَنْزَلْنَا هَذا القُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وتلكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا للنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ”، وقالَ تعالى: ” قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ الذينَ هُمْ فِي صَلاتِهِم خَاشِعُونَ”.
والخشوعُ عملٌ قلبيُّ يُتوصلُ إليه بالأسبابِ على حسبِ مشيئةِ اللهِ.
فاخشَعْ للهِ عندَ قولِكَ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ قدرًا وعظمةً .
فاخشَعْ للهِ عندَ قرءاةِ الفاتحةِ، وتفكَّرْ في معاني هذه الآياتِ القرءانيةِ العظيمةِ. تَفَكَّرْ في معنى قولِ اللهِ تعالى:” الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ”، هو اللهُ مالكُ الدنيا والاخرةِ، إنما أفهمنا في هذه الآية عظمَ ذلك اليومِ.
فاحْرِصْ علَى أنْ لا تكونَ مِنْ هؤلاءِ الذينَ إذا دخلوا في الصلاةِ تشغَلُهم أموالُهم وأولادُهم وأزواجُهم
وأعمالُهم الدنيويةُ عن الخشوعِ في الصلاةِ.
واياكَ أن تكونَ من أولئك الذين يشغَلُهم خِنْزَبُ وهو شيطانٌ يوسوسُ للمصلي أثناءَ صلاتِه محاولا إلهاءَهُ.
ولا تنشَغِلْ بمشاكلِ الدنيا والهمومِ أثناءَ صلاتِك ولا بالجاهِ والصيتِ والسمعةِ.
واترُكْ أمورَ بيتِكَ وسيارتِكَ وثيابِكَ واخشَعْ في صلاتِكَ أثناءَ ركوعِكَ وأثناءَ سجودِك وقيامِك.
اخشَعْ للهِ في صلاتِكَ وتذكَّرِ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلمَ الذي قامَ يومًا للصلاةِ فقامَ فبكى وركعَ وبَكى وسجدَ وبكى حتى ابتلَّ الترابُ الذي بمحاذاتِه صلى اللهُ عليه وسلمَ.
اللهُمَّ ارْزُقْنَا الخشوعَ في الصَّلاةِ وارْزُقْنَا التُّقَى والنَّقَى والعَفَافَ والغِنَى يا رَبَّ العالَمِينَ



