آراءدولي

الهاجري: أوباما وبوتين.. وجهان لعملة واحدة

مبارك محمد الهاجري
مبارك محمد الهاجري

مبارك محمد الهاجري:

حادثة سقوط الطائرة الماليزية في أوكرانيا، وفي منطقة يحتلها الانفصاليون الموالون لروسيا، تثبت للعالم أجمع أن الحكومة الروسية عازمة على فرض أجندتها ومصالحها ولو أدى ذلك إلى سقوط المزيد من المدنيين الأبرياء.

سياسات موسكو الحمقاء، والمتهورة تتطلب ردة فعل دولية شديدة لكبحها ومواجهتها، ليس في أوكرانيا وحدها وإنما في سورية أيضا التي تسبب الرئيس الروسي بوتين في إطالة أمد الحرب هناك عبر إمداده نظام الأسد بكل ما يلزم من الأسلحة المحرمة دوليا!

لاعجب أن يفعل الرئيس بوتين كل هذا، فجمهورية الشيشان المجاورة لروسيا نالها ما يذهل العقول وتشمئز منه النفوس، فجيوشه المقدرة بمئات الآلاف وطائراته الحديثة جعلت من الشيشان عبرة لغيرها من طالبي الحرية، حيث أضحت مدمرة، محطمة، والناظر إليها -حينها- يظنها أصيبت بقنبلة نووية، لهول المشهد الذي لايمكن وصفه!

شعب أعزل أراد حريته أسوة بجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق،والتي نالت حرياتها، فكان الجزاء الإبادة الجماعية حتى لم يعد يتبقى في الشيشان سوى بضعة آلاف من الناس بعدما كانت عامرة بالملايين من أهلها!

وأما نظير بوتين، الرئيس الأميركي باراك أوباما، فليس بأقل شأنا من صاحبه، فكلاهما يتسابقان في تسجيل النقاط السوداء في انتهاك حقوق البشرية، بالأمس بارك سيد البيت الأبيض قصف غزة، وتدميرها دفاعا عن الكيان المصطنع إسرائيل، هذا الكيان الذي جلب الشؤم والنحس للأمة العربية والإسلامية، وتسبب في تمزيقها.

هل تعلم عزيزي القارئ، أن إسرائيل هي الدولة أو الكيان الوحيد في العالم التي ليس لها حدود رسمية معترف بها؟.. لن يكون لإسرائيل حدود، حتى تلتهم المزيد من الأراضي العربية، وتتحقق أحلامها بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات!

المثير للغثيان أن أميركا تطلب من العرب صنع سلام مع هذا الكيان التوسعي الذي يسعى لالتهام أراضيهم في تناقض صارخ وفاضح مع مبادئها التي تدعو إلى الاستقرار، والسلام، وعلى أرض الواقع تغض الطرف عن إسرائيل، لتعيث في الأرض فسادا وإفسادا، وقتلا وتدميرا، دون أن تنال أية عقوبات دولية،سوى كلمة عتب بسيطة، مع مصطلح اعتدنا سماعه منذ الصغر، ضبط النفس!

الأزمات والكوارث، عادة ما تكشف عن الوجوه القبيحة، وقد كشف سقوط الطائرة الماليزية في أوكرانيا، وقصف غزة، عن وجهين قبيحين أحدهما في الكرملين، والآخر في البيت الأبيض!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى