التسبيح ذكر وعلاج

شوارح حماك:
إصابتك بالعين لا تعني أنك جميل أو غني بل أنت مُقصر في ذكر الله , إنها حقيقة مخيفة , من الأمور التي تثير الانتباه أن كل من نراهم من كبار السن الصالحين اللاهجين بذكر الله يعيشون رضاً نفسياً عجيباً ومدهشاً , إن ظاهرتي ( التسبيح ) و( الرضا النفسي ) عندما ننظر إليهما نجد أنهما لا يرتبطان في الذهن بصورة واضحة ، ولكن عندما تمر بنا آية من كتاب الله تكشف لنا سر هذا المعنى ، تكشف لنا كيف يكون التسبيح سائر اليوم سبباً من أسباب الرضا النفسي , يقول الحق تبارك وتعالى:( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آنائ الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) وقال أيضاً: ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين )سبحان من جعل النفوس ترتوي بالرضا من ينابيع التسبيح , كم نحن مساكين حينما يقول أحدنا :
” أتخرج وأرتاح ” ويقول الآخر : ” أتزوج وأرتاح ” ويقول ثالث : ” أحصل على وظيفة وأرتاح ” ” أشتري بيتاً أو سيارة وأرتاح ” .. كم نحن أغرار غرتنا الدنيا بأكاذيبها وسرابها , أما عباد الله وأولياؤه والأئمة الأطهار فلهم رأي آخر , فطوبى لمن عرف أين مستراحه فعمل للوصول إليه , تُنـزع أيامنا كـأوراق التقاويم الشهرية يوم يتلـوا يوماً , نقابل الكثير , نتألم , نفرح, نبكــي , نضحك , لكن علينا أن نعفوا ونصفح ونغفر ولن يبقى منا سوى ما يتبقى في زجاجة العطر الفارغة, سترحل أجسادنا , و تبقى رائحة ذكرانا.