آراءمحلي

القراوي: اللحمة الوطنية

مطلق القراوي
مطلق القراوي

مطلق القراوي:

يا زين الكويت أيام زمان.. ويا زين عادات أهلها، كانت الفرجان كأنها بيت واحد.. أهل شرق يعرفون أهل جبلة، والوسط وأهل المرقاب ربع وجماعة، يجتمعون في الأفراح والأتراح، السنة والشيعة الحضر والبدو الشيوخ وعامة الشعب ما تفرقهم عن بعض.. متعاونين ومتكاتفين شعارهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا» وتربطهم محبة الكويت وكل من عاش فيها.. ما في أحد يقول «انا ما كاري» ولاما لي شغل أو نفسي نفسي، ولا يطبقون المثل القائل: «طقة براس غيري كأنها بالطوفة» لو تضيع بالليل تلقى من يأويك، ولو تجوع بالنهار البيوت مشرعة والخير وافر.

يذكر لي أحد الزملاء قصة حدثت له: قبل عدة سنوات وقع لي حادث تصادم، حيث صدمت سيارة امرأة، وإذا الصدمة بسيطة قلت لها: شوفي كم تكلف وأنا أدفع لك المبلغ، رفضت وأصرت على الذهاب للمخفر.. ولما قام المحقق بإجراء فتح المحضر وإعطائها لتوقيعه، وقفت برهة واعادت المحضر دون توقيع وقالت: أنا متنازلة عن القضية وسوف أصلح سيارتي وخرجت، لحقتها لأشكرها فقالت: أنت فلان ابن فلان قلت: نعم، قالت: ألم تعرفني؟ قلت: لا قالت: أنا خالتك فتذكرت أن جدي كان متزوجا من امرأة غير كويتية وإلى الآن لم نعرف خوالنا وخالاتنا.. اللحمة الوطنية مشروع عظيم ومطلوب لا يقوم على محاضرات ولا كتب ولا توصيات، إنه مشروع عظيم يحتاج إدارة حكومية وإرادة شعبية لتمكين هذا المفهوم في قلوب الشعب وعلى سلوكياتهم، فلابد أن يعرف الشعب معنى المواطنة الحقيقية والبعيدة عن كل المحددات العرقية والمذهبية والقبلية والمستويات المعيشة دون إنكارها والتملص منها.. ثم إحياء مظاهر المواطنة عبر كل الوسائل المتاحة إعلامية أو تعليمية أو دينية أو وطنية وغيرها ليكون ديدن الناس حب الوطن ومواطنيه.

كما أننا لا ننسى تقاليد وأعراف آبائنا وأجدادنا الطيبة نحييها ونرددها ونجتمع عليها.

هكذا نقيم أركان اللحمة الوطنية بعيدا عن المعترك السياسي والولاءات الخادعة والمصالح الشخصية فنكون حمى الكويت الشامخ وسواعدها القوية وأبناءها الأوفياء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى